حذر وزير الخارجية الأميركي جون كيري من أن المحادثات النووية مع إيران وصلت إلى مفترق طرق نحو النجاح أو الفشل وسط غموض يلف نتائج المحادثات تزامناً مع توجه وفد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إيران.
وأكد وزير الخارجية الأميركي في تصريحات للصحافيين في فيينا انه بعد نحو عامين من المفاوضات، وفي اليوم التاسع من احدث جولة من المحادثات فإنه تم احراز تقدم حقيقي. وبعد ثلاثة اجتماعات منفردة أمس مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، حذر كيري من ان مصير المفاوضات لا يزال غير معروف «ومفتوحاً على كل الاحتمالات».
ومن المقرر ان يعود وزراء خارجية كل من فرنسا والمانيا وروسيا وبريطانيا إلى العاصمة النمساوية، فيما يتوقع وصول نظيرهم الصيني اليوم.
وقال الوزير الأميركي: «خلال الأيام القليلة الماضية احرزنا في الواقع تقدماً حقيقياً، ولكنني اريد أن اكون واضحاً تماماً مع الجميع اننا لم نصل بعد إلى المرحلة التي نريدها بشأن العديد من اصعب القضايا».
وأضاف: «اذا تمكنا من الاتفاق على خيارات صعبة خلال اليومين المقبلين وبسرعة، فقد نتوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع. ولكن اذا لم يحدث ذلك فلن نتوصل إلى اتفاق. ولذلك فإن فرقنا ستعمل بجد كبير خلال الساعات والأيام المقبلة، وسنبذل اقصى جهودنا». وتسعى مجموعة «5+1» (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين والمانيا) إلى التوصل إلى اتفاق يمنع إيران من امتلاك قنبلة نووية مقابل رفع مجموعة من العقوبات المفروضة عليها.
وأضاف كيري: «اذا لم نصل إلى اتفاق وكان هناك تعنت مطلق وعدم رغبة للتحرك بشأن أمور مهمة لنا فإن الرئيس (الأميركي باراك) أوباما يقول دوما إننا على استعداد للانسحاب».
وأشار دبلوماسيون إلى انه في ما يتعلق بمسألة العقوبات، احدى اكثر القضايا الشائكة، ظهرت مؤشرات على بدء نوع من التفاهم بالظهور اقله بين الخبراء.
وأكد مسؤول إيراني أنه لا يزال هناك خلافات، كما قال دبلوماسي غربي إنه ليس هناك اتفاق حتى الآن في ما يتعلق بمسألة العقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة بعكس تلك الأميركية والأوروبية.
ومن شأن اتفاق نهائي بين إيران ومجموعة «5+1» ان ينهي ازمة تعود إلى العام 2002 حين تم الكشف عن وجود منشآت نووية إيرانية غير معلنة.
وأكد مسؤولون طوال الأسبوع على ان هذه نهاية الطريق، وبعد تفويت العديد من المهل النهائية، فإنهم لا يتوقعون التمديد مرة اخرى.
ويفترض ان ينص الاتفاق النهائي، الذي حددت قواعده في اتفاق اطار تم التوصل إليه في ابريل الماضي، على ان العقوبات التي تخنق الاقتصادي الإيراني سترفع تدريجيا مع احترام إيران لالتزاماتها، اذ تريد المجموعة الدولية ان تكبح البرنامج النووي الإيراني لعشر سنوات على الأقل، الأمر الذي ترفضه طهران.
في الأثناء، افادت مصادر إيرانية ان مساعدين للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو توجهوا مساء امس إلى طهران لبحث سبل معالجة القضايا العالقة.
وقال احد هذه المصادر القريبة من المفاوضات ان «مساعدين لامانو يتوجهون إلى طهران» من دون تفاصيل اضافية.
وأجرى امانو الخميس الماضي في طهران محادثات مع الرئيس حسن روحاني وأمين سر المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني بهدف تسريع وتيرة حل المسائل العالقة، وخصوصا الاشتباه منذ وقت طويل ببعد عسكري محتمل للبرنامج النووي الإيراني.
لمشاهدة الجراف بالحجم الطبيعي .. اضغط هنا