حكمت موازين القوى بين الدول الكبرى على الدوام آلية عمل الأمم المتحدة منذ تأسّست في أربعينيات القرن الماضي على انقاض الحرب العالمية الثانية، وفي العالم العربي، تلقى كل العثرات وعلى هذه الأمم المتحدة التي تبدو في نظر غالبية العرب عاجزة.
وأرخت الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي سابقاً (الاتحاد الروسي حالياً) ظلالها على مدى عقود على قرارات المنظمة الدولية بشأن الحروب والصراعات والمخاطر التي تهدد حياة البشر وعرقلت في أحيان كثيرة تنفيذ هذه القرارات التي بقيت حبراً على ورق في إدراج مكاتب ومقرات الأمم المتحدة في نيويورك.
وقد يكون العرب في طليعة شعوب العالم التي دفعت ثمن ضعف الأمم المتحدة وعدم قدرتها على فرض تطبيق القرارات الدولية التي تصدر عنها، مثال ذلك مصير القرارات الدولية التي صدرت بشأن الصراع العربي الإسرائيلي بدءاً من القرار الدولي بتقسيم فلسطين في العام 1948 إلى دولتين فلسطينية وإسرائيلية ومروراً بمئات القرارات التي تجاهلتها إسرائيل وأبرزها إنهاء احتلالها للأراضي العربية .
ووقف الاستيطان اليهودي في الأراضي الفلسطينية المحتلة وعودة اللاجئين. كما دفع العرب أيضاً ثمناً كبيراً أخيراً في العراق لكن هذه المرة بسبب الاختلال في ميزان القوى الدولية الذي أحدثه سقوط جدار برلين (1989) وبدء انهيار المنظومة السوفييتية، ما انعكس مزيداً من التهميش لدور الأمم المتحدة فكانت حرب الخليج الثانية ودخول القوات الأميركية إلى بغداد (2003).
طبعاً لا يهدف هذا الموقف العربي النقدي إلى التقليل من أهمية دور الأمم المتحدة وتجاهل الإنجازات التي حققتها في حفظ عملية السلام في العديد من دول العالم ورعايتها لفض العديد من النزاعات الدولية فقد تمكنت الأمم المتحدة بنشرها 42 قوة من قوات حفظ السلام وبعثات المراقبة من إعادة الهدوء والمضي بالمفاوضات قدماً وإنقاذ حياة ملايين البشر. وتوجد حالياً 16 قوة تقوم بعمليات حفظ السلام.
التفاوض الناجح
كما نجحت الأمم المتحدة، عن طريق التفاوض، في تحقيق الكثير من التسويات السلمية التي أنهت منازعات إقليمية مثل الحرب بين إيران والعراق، وانسحاب القوات السوفييتية من أفغانستان، وإنهاء الحرب الأهلية في السلفادور. وقد استعملت الأمم المتحدة الدبلوماسية الهادئة لتفادي حروب كانت على وشك الاندلاع.
كما تمكنت الأمم المتحدة بنشرها قوات حفظ السلام وبعثات المراقبة من إعادة الهدوء والمضي بالمفاوضات قدماً وإنقاذ حياة ملايين البشر. وتوجد حالياً نحو 20 قوة دولية في بقاع مختلفة من العالم تقوم بعمليات حفظ السلام.على أن الإنجاز الأكبر الذي يسجل للأمم المتحدة هو دورها الكبير على صعيد محاربة الجوع والفقر والأمراض ومواجهة التغييرات المناخية على الكرة الأرضية.
وأبرز إنجازاتها في هذا الصعيد خطة الألفية التي أعلنتها المنظمة الدولية عام ألفين واحتفلت هذا العام بإنجازها وقد أنقذت هذه الخطة مئات ملايين البشر من الجوع والفقر والأمراض.اضافة إلى الخطة الطموحة للتنمية المستدامة التي أعلنتها مؤخراً بمناسبة انعقاد الدورة السبعين لأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي ترصد عشرات مليارات الدولارات لتحقيق التنمية البشرية في السنوات الخمس عشرة المقبلة.
1الجمعية العامة
الجهاز التمثيلي الرئيسي للتداول وتقرير السياسة العامة.
تتألف مـن جميع أعضاء الأمم المتحدة البالغ عـددهم 194 دولة. وتشـكل منتدى فريداً متعدد الأطراف تجري فيه مناقشة جميع القضايا الدولية المشمولة بالميثاق.
2مجلس الأمن
تقع على عاتق مجلس الأمن المسؤولية الرئيسية عن صون السلم والأمن الدوليين، ويأخذ المجلس زمام المبادرة في تحديد وجود تهديد للسلم أو عمل من أعمال العدوان.
3المجلس الاقتصادي والاجتماعي
هيئة أنشئت بموجب ميثاق الأمم المتحدة في العام 1946، وهي المكان الذي تبحث فيه قضايا التحديات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية التي يواجهها العالم.
ويتولى المجلس، بصفته هذه، مسؤولية واسعة النطاق عن نحو 70 في المئة من الموارد البشرية والمالية لمنظومة الأمم المتحدة بأكملها.
4مجلس الوصاية
عندما وضع الميثاق نظاماً دولياً للوصاية، أنشأ مجلس الوصاية كأحد الأجهزة الرئيسية للأمم المتحدة وأناط به مهمة الإشراف على إدارة الأقاليم المشمولة بنظام الوصاية.
يتألف مجلس الوصاية من أعضاء مجلس الأمن الدائمين الخمسة.
5الأمانة العامة
تتولى الأمانة العامة خدمة أجهزة الأمم المتحدة الرئيسية الأخرى وإدارة البرامج والسياسات التي تضعها.
6محكمة العدل الدولية
هي الهيئة القضائية الرئيسية بالأمم المتحدة، وتتولى المحكمة الفصل طبقاً لأحكام القانون الدولي في النزاعات القانونية التي تنشأ بين الدول.