هجمت مجموعة من المتظاهرين بعد ظهر الجمعة على قاعة صلاة للمسلمين في حي "حدائق الإمبراطور" الشعبي بمدينة أجاكسيو، في جزيرة كورسيكا الفرنسية، وخربوها وأحرقوها جزئيا، وذلك غداة إصابة أطفائيين وشرطي بجروح خلال كمين بالحي ذاته.

غداة إصابة أطفائيين وشرطي بجروح، هجم متظاهرون بعد ظهر الجمعة على قاعة صلاة للمسلمين في حي "حدائق الإمبراطور" الشعبي بمدينة أجاكسيو، في جزيرة كورسيكا الفرنسية، وخربوها وأحرقوا مصاحف وكتبوا عبارات معادية للعرب. وتحدث وزير الداخلية برنار كازنوف عن أعمال عنف غير مقبولة "على خلفية عنصرية وكراهية للأجانب".

تجمع نحو 600 شخص في هدوء تعبيرا عن دعمهم للأطفائيين والشرطي، حيث قرر ما بين 250 و300 منهم التوجه إلى مكان الاعتداء. وهتف بعضهم: "ارابي فورا" (العرب على برا) و"نحن في ديارنا"، وحاولوا العثور على منفذي اعتداء الليلة الماضية.

وعمدت مجموعة منهم إلى تخريب قاعة صلاة للمسلمين قرب المكان ومحاولة حرقها الذي حدث جزئيا وطال العديد من الكتب ضمنها مصاحف. وقال محافظ كورسيكا كريستوف ميرماند "إن كل الوسائل سخرت" للعثور على المعتدين ليل الخميس الى الجمعة معتبرا أن "تهديدات هذا المساء (الجمعة) غير مقبولة".

وكان أطفائيون وشرطي وقعوا ليل الخميس الجمعة في "كمين" نصبه لهم "العديد من الشبان الملثمين"، بحسب ما أعلنت سلطات هذه المنطقة التي يديرها الوطنيون الكورسيك للمرة الأولى بعد فوزهم في انتخابات المناطق الأخيرة منتصف ديسمبر.

وبحسب مساعد المحافظ فرنسوا لالان فقد تم إشعال حريق "عمدا لجذب قوات الأمن والأطفائيين إلى كمين لرميهم بمقذوفات ومهاجمتهم" ما أدى إلى إصابة اطفائيين اثنين بجروح "جدية" بعد "اعتداءات جسدية" كسر فيها زجاج سيارتهما. ثم خلال تدخل قوات الأمن أصيب شرطي بجروح "طفيفة" خلال مواجهات استمرت نحو ثلاث ساعات.



وكتب رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس في تغريدة: "بعد الاعتداء غير المقبول على أطفائيين، (يأتي) تدنيس غير مقبول لمكان صلاة للمسلمين". من جانبه، قال وزير الداخلية برنار كازنوف "إن أعمال العنف غير المقبولة هذه لا يمكن أن تبقى بدون عقاب طالما أنها تمس من قيم الجمهورية".



وندد المرصد الوطني لمناهضة كراهية الإسلام، والتابع للمجلس الفرنسي للدين الإسلامي، بشدة بهذه الأحداث التي جرت "في يوم صلاة للمسلمين وللمسيحيين" في إشارة إلى وقوع عيد ميلاد السيد المسيح هذا العام في اليوم نفسه للاحتفال بالمولد النبوي الشريف.



وقال عمدة مسجد باريس دليل بوبكر: "إننا نشعر بالفزع والحزن" موجها نداء "للهدوء والتحكم في الأعصاب والتهدئة".