ينتظر المسلمون في الولايات المتحدة اعتذاراً من دونالد ترامب، المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية، بعد الصورة التي تناقلتها وسائل الإعلام الأميركية والعالمية لطرد سيدة أميركية مسلمة محجبة من مهرجان انتخابي له في ولاية ساوث كارولينا.

وطالب مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية ترامب بتقديم اعتذار علني مباشر للسيدة روز حميد عن الإهانات العنصرية التي تعرضت لها من قبل أنصاره، بعد وقفتها الاحتجاجية الصامتة، عندما تحدث المرشح الجمهوري خلال خطابه عن اللاجئين السوريين، وقال إنهم إرهابيون في تنظيم داعش، وإن المسلمين يكنّون كرها شديداً للأميركيين.

الأرجح أن ترامب، الذي أثار الشهر الماضي موجة عارمة من ردود الفعل الغاضبة بعد دعوته إلى منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، لن يقدم الاعتذار للمسلمين الأميركيين، لأن خطابه السياسي الانتخابي يتغذى بالدرجة الأولى على إثارة النزعة العنصرية لدى الأميركيين البيض المتعصبين لمسيحيتهم وأصولهم الأوروبية، بمواجهة كل ما هو غير ذلك من الأقليات الأفريقية واللاتينية والآسيوية.

وشهدت مهرجانات ترامب الانتخابية في الآونة الأخيرة العديد من حوادث الطرد المشابهة التي استهدفت ناشطين مدافعين عن حقوق المهاجرين من البلدان اللاتينية، كما استهدفت ناشطين من حركة «بلاك لايفز ماتر» التي تكافح التمييز ضد الأميركيين من أصول أفريقية.

ويستثمر خطاب ترامب الانتخابي في العنصرية المتفشية في المجتمع الأميركي وفي الغضب الذي يسود أوساط الجمهوريين المتشددين والكراهية العمياء التي يظهرونها لكل سياسات باراك أوباما، الرئيس الأميركي الأسود.

طبعاً أضاف هذا الرجل الثري إلى ذلك قيمه المركنتيلية (نزعة للمتاجرة من غير اهتمام بأي شيء آخر)، وأخلاق الدولار، فلم يتوانَ عن تهديد دولة حليفة للولايات المتحدة مثل بريطانيا، بحرمانها من استثماراته المالية التي تبلغ المليار دولار، فيما لو أقر مجلس العموم مشروع قرار يقضي بمنعه من دخول البلاد على خلفية تصريحاته العنصرية.

وفي مقابلة تلفزيونية قبل أيام، قال إن على ألمانيا أن تدفع مليارات الدولارات مقابل الحماية العسكرية التي أمّنتها لها القوات الأميركية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.

على أن ذروة الهذيان الفاشي في خطاب ترامب تمثلت بالإعجاب الذي أبداه أمس بديكتاتور كوريا الشمالية كيم جون أون، وقدرته على الحفاظ على حكم والده، برغم صغر سنه.

إنقاذ ترشيح

وفي المقابل، فإن بقاء جيب بوش، الذي كان المرشح الأوفر حظاً للوصول إلى البيت الأبيض، في السباق الانتخابي، بات اليوم، بحسب ما يؤكد بعض المقربين منه، رهن اختبار واحد، ألا وهو الانتخابات التمهيدية في نيوهامشر في التاسع من فبراير.

وقال أحد المانحين الكبار لبوش: «يقر (جيب) بأنه لا يفهم هذه الظاهرة». وعلى حد قوله، فإن بوش يشعر بالإحباط من النجاح الذي حققه رجل لا يلم كثيراً برهانات السياسة الأجنبية. ويقول إن جيب بوش مصدوم «أن يكافأ رجل كترامب لتصريحات غير متسامحة ومزيفة وصادمة».

وستجري الانتخابات التمهيدية على أشهر عدة في الولايات كافة، لكن البداية التي تشهدها ولاية إيوا في الأول من فبراير، ثم في نيوهامشر في التاسع منه، هي الأهم، لأنها ستشكّل أول اختبار انتخابي ملموس بعد أشهر من استطلاعات رأي افتراضية.

وغالباً ما يؤدي الاقتراع في هاتين الولايتين إلى استبعاد المرشحين الأضعف.

وأضاف المانح: «قلت لنفسي إن نيوهامشر بالنسبة إلى جيب مسألة حياة أو موت»، وتابع: «لم أتصور ذلك قط. لقد راهن كثيراً على نيوهامشر».

استعادة الرخاء

وفي دخول متأخر مقصود على هامش السباق الانتخابي، قال الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون إن الرخاء سيعود إلى البلاد في حال اختيار الناخبين زوجته هيلاري رئيسة للولايات المتحدة.

وأثنى بيل كلينتون على سجل هيلاري في تولي الوظائف العامة في الوقت الذي تسعى فيه للفوز بالترشح لانتخابات الرئاسة عن الحزب الديمقراطي.

وقال: «عندما كانت هيلاري وزيرة للخارجية، تمكنت من فرض عقوبات على إيران، وحصلت على موافقة الروس والصينيين عليها، حتى إنني لم أكن أعتقد أنها ستتمكن من أن تفعل ذلك. وتوصلت إلى اتفاق نووي مع الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين، وهو الشيء الوحيد الذي نجا من تدهور علاقاتنا مع روسيا».