اقتربت هيلاري كلينتون أكثر من أي امرأة أخرى من الفوز بالرئاسة الأميركية لكنها أخفقت للمرة الثانية، فيما يمثل هزيمة صعبة لشخصية سياسية تمتعت بقدر كبير من الريادة لكن الآراء انقسمت حولها في المجتمع الأميركي.
ففي سعيها للفوز بمنصب الرئيس الذي شغله زوجها بيل كلينتون من 1993 إلى 2001 خسرت معركتها الأولى لكسب ترشيح الحزب الديمقراطي لصالح باراك أوباما عام 2008، وخسرت وهي مرشحة الحزب الديمقراطي أمام المرشح الجمهوري دونالد ترامب.
في العام 2000 أصبحت كلينتون أول امرأة بين من شغلن مركز السيدة الأولى تفوز بمنصب عام في انتخابات لتصبح عضواً في مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك، وفي 2009 أصبحت ثالث امرأة تشغل منصب وزير الخارجية، فيما أصبحت في يوليو أول امرأة تفوز بترشيح أحد الحزبين الرئيسيين في انتخابات الرئاسة. لكن اتضح أن الرئاسة هدف بعيد المنال.
إرجاء طموح
وبعد أن خسرت كلينتون أمام أوباما في السباق الحزبي 2008 أرجأت طموحاتها للوصول إلى البيت الأبيض وقبلت العمل كوزيرة للخارجية في حكومته من 2009 إلى 2013. وفيما يرى فيها معجبوها زعيمة حازمة قادرة بل وملهمة في بعض الأحيان تحملت مصاعب شديدة من خصومها السياسيين الساعين لإسقاطها، يعتبرها منتقدوها شخصية عديمة الضمير وانتهازية متعطشة للسلطة.
مسيرة امرأة
ولدت هيلاري رودهام كلينتون في 26 أكتوبر 1947 وكانت أكبر ثلاثة أخوة ولدوا لأب كان يملك شركة صغيرة وصفته بأنه جمهوري محافظ وأم ديمقراطية لم تكن تجهر بموقفها السياسي.
والتحقت بمدارس عامة ثم التحقت عام 1965 بكلية ويلسلي في ماساتشوستس للبنات، حيث ترأست نادي الشابات الجمهوريات.
شهدت آراؤها السياسية تحولا في فترة الصراع من أجل الحقوق المدنية في الستينات وتصاعد حرب فيتنام. وحضرت المؤتمر العام للحزب الجمهوري عام 1968 الذي اختار ريتشارد نيكسون مرشحا للرئاسة لكنها سرعان ما أصبحت ديمقراطية.
وفي كلية القانون بجامعة ييل التقت بطالب لديه طموح مماثل من ولاية أركنسو هو بيل كلينتون وأصبحا صديقين. ثم انتقلت إلى واشنطن للعمل في لجنة بالكونغرس أثناء عملية مساءلة الرئيس نيكسون على خلفية فضيحة ووترجيت والذي استقال في عام 1974. انتقلت هيلاري إلى أركنسو لتكون مع بيل ليتزوجا في عام 1975 ثم عملت في شركة كبرى للاستشارات القانونية في حين قفز بيل إلى عالم السياسة ثم انتخب حاكما لولاية أركنسو عام 1978 وهو في الثانية والثلاثين من عمره. وأنجب الاثنان طفلتهما الوحيدة تشيلسي عام 1980.
سيدة أولى
وبصفتها السيدة الأولى لولاية أركنسو كانت هيلاري محامية ذات نفوذ في عاصمة الولاية ليتل روك وعضوا بمجلس إدارة شركة وول مارت.
وهزم بيل كلينتون منافسه الجمهوري جورج بوش في نوفمبر 1992 وعندما كانت السيدة الأميركية الأولى خلال الفترة بين عامي 1993 و2001 كانت هيلاري نشطة للغاية وانخرطت في شؤون السياسة بدرجة أكبر من غيرها من زوجات الرؤساء السابقين.
وكتبت هيلاري في كتابها «تاريخ حي» الذي نشرته 2003 كل ما أعرفه هو أنه لا يوجد من يفهمني أكثر منه ولا أحد يجعلني أضحك مثل بيل.
طموح
بعد ذلك بوقت قصير دشنت هيلاري حملتها لخوض الانتخابات من أجل الفوز بمنصب عام. واشترت منزلا في منطقة تشاباكوا كي تصبح من سكان نيويورك. وفازت هيلاري بمقعد في مجلس الشيوخ في نفس الشهر الذي ترك فيه زوجها الرئاسة 2001.
ودخلت هيلاري السباق للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي في 2008 لكن باراك أوباما فاز بترشيح الحزب وهزم الجمهوري جون ماكين.