أدى ابن البرتغال أنطونيو غوتيريس اليمين الدستورية ليحل أميناً عاماً جديداً للأمم المتحدة، بعد تزكيته من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في 13 أكتوبر 2016. ليشغل المنصب مدة خمس سنوات، تنتهي في 31 ديسمبر 2021.

ولمن يجهل ذلك الدبلوماسي الكبير، البالغ من العمر 67 عاماً، فقد كان رئيس وزراء البرتغال من 1995 إلى 2002، فضلاً عن كونه مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين نحو عقد من الزمن، من يونيو 2005 إلى ديسمبر 2015، وتسلم بذلك واحدة من أبرز المنظمات الإنسانية في العالم، تضم نحو 10 آلاف موظف يعملون في 125 بلداً مختلفاً.

ولد أنطونيو مانويل دي أوليفيرا غوتيريس عام 1949 في العاصمة ‏البرتغالية لشبونة، ودرس الفيزياء وهندسة الكهرباء، لكنه تخلى عن أحلامه العلمية من أجل المشاركة في الثورة ضد ‏أنطونيو سالازار الذي حكم البرتغال مدة 40 عاماً، وقبل انضمامه إلى المفوضية، أمضى غوتيريس ما يزيد على 20 عاماً في العمل الحكومي وقطاع الخدمة العامة.

إصلاحات في المفوضية

وفي ظل قيادة غوتيريس، الذي يتحدث البرتغالية والإنجليزية والإسبانية والفرنسية بطلاقة، بصفته مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، عمل على خفض أعداد العاملين في المكتب الرئيس بجنيف، في حين تحسنت قدرة المفوضية على الاستجابة للأزمات الدولية، عن طريق نشر المزيد من الموظفين بشكل أقرب من النقاط الساخنة.

وكانت محاولاته الحثيثة وراء دفع أغنى دول العالم إلى بذل المزيد من الجهد لإغاثة اللاجئين الفارين من النزاعات والكوارث على امتداد العالم.

وبذلك، فإن الأمين العام الجديد أنطونيو غوتيريس يحمل مؤهلات كبيرة، ليدير طاقماً مؤلفاً من 44 ألف موظف، فضلاً عن أكثر من مئة ألف رجل في قوات حفظ السلام. وقال غوتيريس، قبل ترشيحه، إن عمله في المفوضية كان بمنزلة إعداد ممتاز هيأه لمنصب الأمين العام، إذ تتضمن مسؤوليات المنصب التعامل مع قضايا مثل حقوق الإنسان واللاجئين والتغير المناخي، إضافة إلى جمع الأموال لوكالات المنظمة المختلفة.

وكان وريث منصب بان كي مون أعرب في مقابلة مع شبكة «بي بي سي» الإخبارية عن أن إنهاء الحرب الأهلية في سوريا سيشكل أكبر تحدٍّ له، قائلاً: «أعتقد أن الأولوية الأولى للمجتمع الدولي تتمثل بالقدرة على وضع حد لذلك الصراع، واستخدام الزخم الذي أحدثه كمحاولة للتصدي لجميع الصراعات الأخرى».

شخصية معروفة

ومن جهته، أعرب الأمين العام السابق للأمم المتحدة، بان كي مون، عن اعتقاده بأن خلفه كان شخصية معروفة جيداً في الأوساط الدبلوماسية كرجل رحيم، و«على الأرجح قد يكون الأشهر في التعامل مع الخطوط الأمامية للصراعات المسلحة والمعاناة الإنسانية»، مضيفاً أن فطرته السياسية تعتمد على التعاون من أجل المصلحة العامة، وتشاطر المسؤولية على كاهل الناس والكوكب بأسره.

وبوصفها أصعب وظيفة على وجه الأرض، ينتظر الأمين العام الجديد العديد من القضايا وبيروقراطية غير عملية، ناهيك عن إدارة المطالب المتنافسة للقوى الكبرى في العالم.