وجّه الرئيس الأمريكي الأحد لليوم الثاني على التوالي انتقادات حادة للسناتور الجمهوري الراحل جون ماكين على خلفية تقارير بتقديم أحد مساعديه ملفا يتضمّن اتّهامات بارتباط دونالد ترامب بروسيا في 2016.

وكان ترامب هاجم ماكين السبت ما استدعى ردا عنيفا من ابنة السناتور الجمهوري الراحل ميغان.

وكان ماكين من أشد منتقدي ترامب وقد بقي معارضا للملياردير الأمريكي حتى وفاته في أغسطس 2018 جراء إصابته بسرطان في الدماغ.

ونقل ترامب عن المحقق المستقل كين ستار قوله إنها "وصمة عار كبيرة" لماكين أن يكون قد ساهم على ما يبدو في نشر الملف الذي جمعه الجاسوس البريطاني السابق كريستوفر ستيل بتمويل من حملة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.

والكثير من الاتّهامات الواردة في الملف، الذي بات يعرف باسم "ملف ستيل"، حول وجود روابط بين حملة ترامب وروسيا ثبتت صحّتها، على الأقل جزئيا، لكن أخطرها لم يثبت حتى الآن.

وقد جاء رد الفعل الغاضب من ترامب بعد أن أفادت شبكة "فوكس نيوز" بأن وثائق قضائية كُشفت مؤخرا أظهرت تسريب أحد مساعدي ماكين للملف إلى مكتب التحقيقات الفدرالي وعدة وسائل إعلام.

والأحد واصل ترامب هجومه كاتباً على تويتر "إذاً كان بالفعل (بحسب ما أثبتته وثائق المحكمة) جون ماكين (الأخير في صفه) من أرسل الملف المزيف إلى مكتب التحقيقات الفدرالي ووسائل الإعلام على أمل أن يُنشر قبل الانتخابات".

وتابع الرئيس الأمريكي "هو والديمقراطيون معا فشلوا (كالعادة) حتى الإعلام المضلل رفض هذه التفاهات".

وقد ردّت ابنة ماكين على ترامب عبر تويتر وكتبت في تغريدة "لن يحبّك أحد كما أحبوا والدي"، متمنّية لو استطاعت قضاء مزيد من الوقت مع والدها وداعية ترامب إلى "قضاء مزيد من الوقت مع عائلته بدلا من الهوس بوالدي على تويتر".

وكان ماكين، الذي توفي عن 81 عاما، أحد أشد معارضي ترامب، وقد أوصى بعدم حضوره جنازته.

في المقابل وصف ترامب، الذي لم يلتحق بالخدمة العسكرية، ماكين بأنه "ليس بطل حرب" بما أنه أسر في فيتنام.

في غضون ذلك، لجأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تويتر اليوم الأحد، للهجوم على الشركات الأمريكية العملاقة، موجها انتقادات حادة لشركة جنرال موتورز لصناعة السيارات مرتين كما هاجم شركة جوجل للتكنولوجيا.

كانت جنرال موتورز قد ذكرت العام الماضي أنها ستغلق أربعة مصانع بالولايات المتحدة، من بينها مصنع في ولاية أوهايو وأنها ستسرح آلاف العمال بعد ضعف الطلب على سيارات معينة.

وكان اثنان من المصانع المستهدفة في أوهايو وميشجان، وهما ولايتان فاز فيهما ترامب خلال الانتخابات الرئاسية 2016 بعد وعود بحماية وظائف التصنيع هناك.

وأثر فصل الشتاء البارد والإغلاق الجزئي للحكومة الأمريكية سلبا على سوق السيارات في الولايات المتحدة، حيث شهدت جنرال موتورز انخفاضًا بنسبة 2.7% في مبيعاتها في الربع الرابع.

وستكون أوهايو من بين الولايات التي ستشهد صراعا في انتخابات العام 2020، وسيزور ترامب تلك الولاية الواقعة في وسط الغرب الأمريكي يوم الأربعاء.

وقال ترامب في تغريدة  الأحد: "جنرال موتورز تخيب أمل بلادنا، لكن شركات سيارات أخرى أفضل كثيرا ستأتي إلى الولايات المتحدة بأعداد كبيرة"، وأضاف في التغريدة أيضا إن رئيس نقابة عمال سيارات أوهايو "يجب عليه أن يتحرك في نفس الوقت ويحقق نتائج ".

يأتي ذلك بعدما صب ترامب في تغريدة عبر تويتر السبت، جام غضبه على جنرال موتورز، حيث يتابع حساب ترامب نحو 59 مليون شخص.

وكتب ترامب في تغريدة على صفحته على موقع "تويتر" السبت: "لأن الاقتصاد يسير على ما يرام، يتعين على جنرال موتورز فتح مصنعها في لوردستاون، أوهايو". واقترح الرئيس الأمريكي أن يتم فتح المصنع "بشكل مختلف أو بمالك جديد، بسرعة!".

وقال ترامب إنه بعد إعلان شركة تويوتا قبل أيام عن نيتها ضخ استثمار بقيمة 13 مليار دولار في الولايات المتحدة خلال السنوات الخمس المقبلة، "فإنه يجب على جنرال موتورز. أن تتصرف بسرعة. الوقت عنصر أساسي!".

كما انتقد ترامب غوغل السبت، متهما عملاق البحث الالكتروني بوجود صلات بحملة منافسته العام 2016 هيلاري كلينتون التي غالبا ما تكون هدفا للانتقاد من جانب الرئيس.

وكتب ترامب إن "غوغل تساعد الصين وجيشها، لكنها لا تفعل مع الولايات المتحدة. هذا أمر مروع. الأنباء السارة هي أنهم ساعدوا المهزومة هيلاري كلينتون وليس ترامب... كيف انتهى الأمر؟".

كان رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية جوزيف دانفورد قد أبلغ الكونجرس الأسبوع الماضي أن جهود غوغل من أجل يحظى بقبول في الصين، تضر بمصالح الأمن القومي الأمريكي "وبشكل غير مباشر" تفيد القوات المسلحة الصينية.