أكدت معالي مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري وزيرة دولة للأمن الغذائي أن دولة الإمارات تلعب دور رئيسي ومحوري في الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة ضمن إطار المساعدات الإنمائية الرسمية، بما يشمل دعم تحقيق الأمن الغذائي العالمي. جاء ذلك خلال مشاركة معاليها، يرافقها سعادة عبد الله سيف النعيمي، سفيرة الدولة في كوريا الجنوبية وفريق من المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا)، في المنتدى العالمي الثالث للمساعدات الإنمائية الرسمية حول تنمية الزراعة المستدامة الذي انعقد خلال الفترة من 13-15 مايو الجاري في العاصمة الكورية الجنوبية سيؤول.
وتأتي المشاركة في إطار سعي دولة الإمارات إلى تعزيز شراكاتها الدولية والمساهمة الفعالة في الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق الأمن الغذائي الوطني والعالمي من خلال استراتيجية مبتكرة للإنماء عمادها نقل التكنولوجيا. وشهد المنتدى السنوي مشاركة واسعة من صناع القرار وخبراء الزراعة الدوليين وممثلين عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) وكبرى المنظمات البحثية العالمية. ويهدف المنتدى إلى تنمية وسائل الزراعة المستدامة التي تعد ركيزة لتحقيق جدول أعمال أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة، التي تمثل دولة الإمارات مساهماً رئيسياً فيها.
وأكدت معالي مريم المهيري على عمق العلاقات الإماراتية الكورية الجنوبية وتميزها في مختلف المجالات، وأن الأمن الغذائي ركيزة أساسية لهذا التعاون المثمر، وذلك خلال لقائها مع معالي كيم جي سو وزير الزراعة والأغذية والشؤون الريفية وتشانغ جيل كيم رئيس المعهد الاقتصادي الريفي الكوري على هامش المنتدى، حيث ناقشت معاليها توثيق أطر التعاون المشترك في مجال الأمن الغذائي والبحوث العلمية الزراعية بين البلدين. كما التقت معاليها عدد من ممثلي القطاعين الحكومي والخاص لفتح آفاق التعاون المشترك في مجال الإنتاج الغذائي وسلاسل توريد الأغذية والاستفادة من أحدث النظم التكنولوجية المستخدمة في هذا المجال.
وقالت معالي مريم المهيري: "لقد رسخت دولة الإمارات مكانتها العالمية للعام الخامس على التوالي كواحدة من أكبر 5 جهات مانحة للمساعدات الإنمائية الخارجية في العالم، في إطار سعينا لنكون أحد أبرز اللاعبين الدوليين في تحقيق الأمن الغذائي العالمي، وهو ما يعد انجازاً كبيراً لدولة الامارات وشاهداً على تميزها في هذا المجال".
وأضافت: "إن مساعداتنا الدولية لا تقتصر فقط على توفير الأموال والغذاء والدواء، ولكننا نركز أيضاً على تقديم الخدمات الفنية والبحثية وتسريع تبني التكنولوجيا، بالإضافة إلى تقديم المساعدات الذكية لتوفير التقنيات المتقدمة كمساهمة كبيرة من الإمارات إلى العالم، وذلك في إطار حرصنا على تطوير قدرات الدول ومساعدتها على توفير احتياجاتها الغذائية بصورة مستدامة، وخلق الفرص التنموية لازدهار الأجيال القادمة". كما أشارت معاليها إلى أن دولة الإمارات شهدت تحولاً كبيراً في مجال الزراعة وإنتاج الغذاء على مدى عقود، وأصبحت مساهماً رئيسياً في تطبيق أحدث التقنيات وتكنولوجيا الزراعة والإنتاج الغذائي محلياً وعالمياً، بالإضافة إلى مساهمتها الكبيرة في مجال البحوث الزراعية بالتعاون مع مختلف دول العالم.
وأكدت معاليها على أن المشاركة في المنتدى العالمي الثالث للمساعدات الإنمائية الرسمية حول تنمية الزراعة المستدامة يأتي في إطار التزام دولة الإمارات بتحقيق أهدافها المتعلقة بالأمن الغذائي في ضوء استراتيجيتها الوطنية للأمن الغذائي، والتي تهدف إلى نقل الدولة من موقعها الحالي الذي يحتل المركز الـ 31 عالمياً في المؤشر السنوي العام للأمن الغذائي إلى وصول الإمارات ضمن أفضل 10 دول في الأمن الغذائي بحلول عام 2021 والمركز الأول بحلول عام 2051. كما أنها ملتزمة بتعزيز الأمن الغذائي على المستوى العالمي، وهو ما يتحقق من خلال تعزيز الشراكات وأطر التعاون الدولية وتطوير تقنيات إنتاج أغذية مستدامة تتمتع بإنتاجية عالية لتطبيقها في المناطق الأكثر احتياجاً من العالم.
وعلى هامش مشاركتها في المنتدى، زارت معالي مريم المهيري عدد من شركات الزراعة المستدامة العاملة في كوريا الجنوبية. وشملت الزيارات مزرعة Farm8، وهي مزرعة عمودية نموذجية، كما زارت معاليها شركة InsungTech المطورة لأنظمة وحلول تصنيع المنتجات النباتية، بالإضافة إلى مزرعة Manna CEA التي تدار بنظام الزراعة المائية "أكوابونيكس" ولديها نشاط تجاري موسع فيما يتعلق بالاستزراع السمكي وزراعة النباتات.