دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جميع دول العالم، السبت، إلى إعلان حالة "الطوارئ المناخية"، لكن زعماء الدول، الذين التقوا في قمة افتراضية بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة لإعلان اتفاقية باريس للمناخ، لم يقدموا سوى تعهدات متواضعة في معظمها بالنسبة لحجم الأزمة.
جاءت دعوة غوتيريش في القمة، التي تهدف لحشد الجهود من أجل اتفاقية باريس، وسط تعهدات جديدة من جانب الصين بهذا الشأن وإعلان الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن اعتزامه إعادة بلاده إلى الاتفاقية.
لكن معظم الزعماء الذين تحدثوا عرضوا فقط تعديلات على التعهدات القائمة أو وعودا بخطوات أكبر قبل محادثات حاسمة في جلاسجو أواخر 2021 وذلك دون إعلان سياسات جديدة تسرع بإنهاء الاعتماد على الوقود الإحفوري.
وقال غوتيريش في كلمة عبر الاتصال المرئي "هل يمكن لأحد أن ينكر أننا نواجه وضعا طارئا للغاية...لذلك أدعو اليوم كل الزعماء في أنحاء العالم إلى إعلان حالة طوارئ مناخية في بلدانهم حتى نصل إلى الحياد الكربوني".
وبعدما أصبح تأثير التغير المناخي ماثلا بدرجة متزايدة في كوارث متعددة منها حرائق الغابات في الغرب الأمريكي، وذوبان قمم الجليد، وأعاصير أكثر حدة، وسرعة ارتفاع مناسيب البحار، زادت الضغوط الشعبية على الزعماء للإصغاء إلى تحذيرات العلماء.
وكانت بريطانيا التي تشارك في استضافة القمة أعلنت أمس الجمعة أنها ستتعهد في القمة بإنهاء الدعم الحكومي المباشر لأي مشروعات للوقود الاحفوري في الخارج على أمل تشجيع غيرها من الدول على اتخاذ خطوات مشابهة لتسريع التحول إلى طاقة أكثر نظافة.
وأشاد نشطاء بالخطوة وقالوا إنها ستزيد الضغوط على دول أخرى في مجموعة السبع لتقييد الدعم لشركات النفط والغاز المتضررة بالفعل من آثار جائحة فيروس كورونا.
وقالت الصين، التي فاجأت العديد من المراقبين في سبتمبر بإعلانها هدف تحقيق الحياد الكربوني بحلول العام 2060، إنها تزيد من مساعيها للتحول من الوقود الإحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة.
وأعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ أن بلاده ستسعى إلى زيادة إنتاجها من طاقة الرياح والطاقة الشمسية إلى 1200 جيجاوات بحلول عام 2030 وهو أكثر من ضعف الطاقة الإنتاجية الحالية.
وأضاف شي في كلمة عبر الاتصال المرئي "سوف نتخذ خطوات ثابتة لتنفيذ الأهداف المعلنة للتو والمساهمة أكثر في مواجهة تحدي المناخ العالمي".
لكن الصين لم تبد مؤشرات على الاستجابة إلى دعوات غوتيريش والنشطاء بتقليص التمويل لمحطات الطاقة التي تعمل بالفحم التي تعد مصدرا رئيسيا للانبعاثات.
ولم تقدم كذلك اليابان وكوريا الجنوبية أي تعهدات بشأن تمويل المحطات التي تعمل بالفحم رغم تعهد البلدين في أكتوبر تشرين الأول بالوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
* بايدن يعيد أمريكا للاتفاقية
قال غوتيريش إن حزم التحفيز الاقتصادي التي أطلقتها الحكومات في أعقاب ظهور جائحة فيروس كورونا مثلت فرصة لتسريع التحول إلى مستقبل قليل الكربون لكنه حذر من أن الجهود لا تتقدم بالسرعة الكافية.
وأضاف "حتى الآن تنفق دول مجموعة العشرين أكثر من 50 بالمئة من حزمها للتحفيز والإنقاذ على قطاعات مرتبطة بإنتاج واستهلاك الوقود الأحفوري، بدلا من الطاقة منخفضة الكربون".
ومضى يقول "هذا غير مقبول. تريليونات الدولارات المطلوبة للتعافي من آثار كوفيد هي أموال نقترضها من الأجيال المقبلة...لا ينبغي أن نستخدم هذه الموارد لتثبيت سياسات تحمل الأجيال المقبلة جبلا من الديون على كوكب محطم".
وقال الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن في تغريدة على تويتر "يوافق اليوم مرور خمسة أعوام على اجتماع العالم لتبني اتفاقية باريس للمناخ. وبعد 39 يوما ستعود الولايات المتحدة للانضمام إليها...سنحشد العالم للمضي قدما بدرجة أكبر وأسرع لمواجهة التغير المناخي".
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون للمشاركين في القمة إنه يمكن لدول العالم العمل سويا لخفض الاعتماد على الوقود الاحفوري بشكل جذري وتغيير الممارسات الزراعية ووضع حد للعملية التي تقوم فيها البشرية على مدى قرون بخنق الكوكب بالغازات المسببة لارتفاع درجة الحرارة.
وأضاف "في نفس الوقت يمكننا توفير مئات الآلاف من الوظائف، ملايين الوظائف في أنحاء الكوكب مع تعافينا سويا من فيروس كورونا".
ومن جهته قال رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي إن بلاده تزيد اعتمادها على مصادر الطاقة النظيفة وإنها في الطريق إلى تحقيق متطلبات انبعاثات الغازات التي نص عليها اتفاق باريس للمناخ المبرم عام 2015.
وقال مودي في كلمة أمام القمة إن الهند، إحدى أكثر الدول في مجال انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، تنتظر الوصول إلى 450 جيجاوات من قدرة الطاقة المتجددة بحلول 2030.
وقال إن قدرة الطاقة المتجددة ستصل إلى 175 جيجاوات قبل 2022.