لا أعتقد أن احداً من القراء لم يسمع أو يشاهد مسلسل الحاج متولي ، اذ ان الحديث في جميع المجالس الرمضانية سواء على مستوى الرجال أو السيدات لم يكن الا عن هذا المسلسل وعن آراء بطله ومواقفه المقبولة عند البعض وغير المقنعة والمبالغ فيها عند البعض الآخر. فلأول مرة يلتف العرب حول موضوع واحد من خلال محطات التلفزيون الرسمية وغير الرسمية عبر هذا المسلسل الذي تنافست جميع التلفزيونات العربية على عرضه مرتين في اليوم لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من المشاهدين لمتابعته في حين أن مجازر ومآسي كانت ترتكب في فلسطين وتحتاج لان يتفاعل معها المشاهد العربي ولو بينه وبين نفسه، وهي الأجدر بأن يلتف حولها كل العرب بقواتهم وقدراتهم وامكانياتهم، ولكن هذا المسلسل على ما اظن قد طغى على كل الحوادث عندنا.. ولقد اتصل بي أحد الأخوة العرب في الخارج، وبعد سؤاله عن أحوالي وتهنئته لي بالشهر الكريم، سألني عما إذا كنت اتابع مسلسل الحاج متولي؟!! وما أود أن اشارك القراء فيه هو الوجه الآخر لهذا المسلسل اذ تابعت بالصدفة مقابلة خاصة اجرتها احدى القنوات العربية مع بعض ممثلي ومخرج وكاتب القصة، تم خلال هذه المقابلة مناقشة رأي البعض حول قبول المجتمع ارتباط الرجل بأربع زوجات في عصرنا الحالي، وجواز ذلك شرعاً، وما هو الهدف من كتابة مثل هذه القصة وتصويرها تلفزيونيا؟!! قال الكاتب بكل بساطة لم اتطرق إلى الموضوع بقصد تشجيع الزواج من اربع، انما كان هدفي والمخرج معاً هو محاولة الخروج عن المألوف بقصة كهذه وبأسلوب ساخر، وكنت مطمئناً بأن الكل سوف يستمتع بالعرض لكني لم اكن اتوقع كل هذه الضجة حول هذا المسلسل. وسألت المذيعة بعض الممثلين والممثلات المشاركين في المسلسل إن كانوا يرضون العيش في مثل هذه المواقف في الواقع؟؟ وكان لكل منهم رأي!! وما لفت نظري هو رد الممثلة الشابة «ميرنا» التي مثلت دور الزوجة الرابعة حيث قالت: انها متزوجة برجل متزوج وقالت بصراحة وجرأة بأنها احبت وتزوجت ولا يهمها ان كان زوجها متزوجاً أم لا!! وكان كلامها فعلاً خارجاً عن المعتاد من المرأة الشرقية التي تحاول دائماً التحفظ والتستر على حياتها الشخصية خوفاً من انتقاد المجتمع لها. اما الموضوع الثاني فكان مع الممثل الثانوي في المسلسل مجدي عبدالوهاب واعتقد ان اغلب القراء لم يسمعوا بهذا الاسم من قبل. فمجدي عبدالوهاب هو شوقي زوج الشيخة صباح المشعوذة هذا الرجل قدمته المذيعة على انه استاذ في علم النفس وجاء للمشاركة في هذا البرنامج على هذا الاساس ليحلل شخصية الحاج متولي في الواقع داخل المجتمع والذي كان يلعب دور غريمه في المسلسل!! فتكلم عن حياته الخاصة التي تستحق الذكر فقال الممثل المغمور الذي اتقن دوره بدقة، وهو في الواقع استاذ في علم النفس في احدى الجامعات البريطانية: انه درس في معهد التمثيل ويهواه لكن والده لم يوافق على ممارسته للتمثيل فأرسله الى بريطانيا للدراسة، فأكمل تعليمه هناك وتخرج فأصبح استاذاً في علم النفس بناءً على رغبة والده واحتراما له، وعندما توفي والده اراد ان يحقق رغبته الشخصية في التمثيل فسعى الى ذلك وجاء هذا الدور البسيط فقبل به بعد هذه السنين الطويلة بالرغم من انه وصل الى اعلى مرتبة علمية. واضاف كاتب القصة ان الاستاذ مجدي كان يدفع قيمة تذكرته ذهاباً واياباً من لندن الى القاهرة لتصوير اللقطات التي كان يظهر فيها. انها ارادة وتصميم لتحقيق رغبة شخصية عند الانسان وحسب الابداع تخلق المعجزات!! والأغرب من ذلك هو عند طرح موضوع تعدد الزوجات فكشف الكاتب عن حالة الأستاذ مجدي الاجتماعية وقال: انه متزوج من ثلاث احداهن انجليزية مما ادهش الحضور والمشاهدين بكل تأكيد. إنها نماذج مختلفة في الحياة مع ان قصة كقصة الحاج متولي لا يمكن ان تحدث في هذه الايام الاّ في الأحلام أو الافلام والمسلسلات المصرية!!