بولارد 2 أو لورنس فرانكلين ترى هل سمع أحد بهذا الاسم من قبل. والاسم ببساطة يعني أن هناك حلقة أخرى ضمن سلسلة حلقات الجواسيس اليهود الذين تدفع بهم إسرائيل دوماً للتجسس على الولايات المتحدة صديقتها الأبدية والكبرى، وسبقه إلى ذلك جوناثان بولارد وغيره الكثير ممن تجسسوا على بلادهم لصالح إسرائيل.

استوقفني الخبر المنشور في «البيان» قبل أيام عن «هزة» في العلاقات الأميركية الإسرائيلية بسبب قيام هذا الفرانكلين بتسريب معلومات غاية في السرية إلى دبلوماسي إسرائيلي وأنا أقول لن تتعرض العلاقات بين الدولتين إلى أزمة أو هزة وكان الأجدر بهذه الهزة أن تكون في الثمانينات عندما ألقي القبض على «بولارد 1» لكن كما يقولون «ضرب الحبيب زبيب» والولايات المتحدة اكتفت بسجن الجاسوس ولم يتأثر الدلال اليهودي هناك.

المثل الدارج يقول: «ذيل الكلب لا يستقيم ولو وضعته في مئة قالب» وهو ينطبق تماماً على حال الدولة اليهودية مع أصدقائها بدءاً بالولايات المتحدة وانتهاءً بآخر دولة عربية تفكر في إقامة علاقات معها. فلا تنفك إسرائيل عن طبيعة الغدر والتجسس والتخريب التي قامت عليها حتى في تعاملها مع الأصدقاء.

وكل دولة صاحبتها إسرائيل أو ادعت صحبتها هناك جاسوس يحاكم أو حوكم فعلاً بدءاً من بولارد في أميركا وعزام عزام في مصر مروراً بمحاولة اغتيال خالد مشعل في الأردن كل ذلك غيض من فيض تمارسه إسرائيل من دون أن تجد من يلجمها من هؤلاء الأصدقاء.

التقارير تؤكد ان ما سربه «بولارد 1» إلى إسرائيل من معلومات اصاب الولايات المتحدة بالصدمة واحدث ضرراً كبيراً إبان عمله في وزارة الدفاع ولم تشفع محاولات نتانياهو لإطلاق سراحه عندما حاول الحصول على تنازلات من أميركا مقابل مشاركته في محادثات السلام مع الجانب الفلسطيني بل إن مسؤولي الأمن هددوا بالاستقالة في عهد كلينتون إذا صدر عفو عن بولارد ذلك أن حجم الخيانة لبلده كان اكبر من التصور.

إسرائيل تغرد خارج القانون الدولي دون رقيب أو حسيب وهي لم ولن تتوقف عن التجسس على أصدقائها المقربين لعل ذلك يعطي رسالة إلى المتلمظين العرب الذين سال لعابهم لإقامة علاقات وأي علاقات مع إسرائيل، حتى قبل أن تلمح أو تصرح برفع الظلم عمن اغتصبت حقوقهم واحتلت أراضيهم وهي بالطبع لن تكف عن التجسس على أصدقائها فالطبع غلب التطبع.

asmadi@albayan.ae