تماما نفس السيناريو الذي رسم للعراق قبل احتلاله يتم تخييطه وتفصيله لسوريا الآن في أروقة مجلس الأمن ودوائر القرار الأميركي البريطاني تمهيدا لخطوات اكبر تجاه امة باتت مستباحة سواء بتقرير ميليس أو غيره والولايات المتحدة لم تكن تنتظر هذا التقرير فقد بدأت خطواتها الاستباقية بسنوات.

العراق قبل الاحتلال فتح أبوابه على مصراعيها أمام فرق التفتيش والتجسس التي بحثت في غرف النوم والحمامات التي تخص الرئيس المخلوع بحثا عن أسلحة مزعومة ثبت للعالم مدى الكذب الذي مارسته الولايات المتحدة وبريطانيا تجاه شعوبهما والعالم اجمع.

القرار الأخير لمجلس الأمن ضد سوريا بالطبع لن يكون الأخير وهو تماما ما حدث للعراق من قبل قرارات متتالية وشروط قاسية انتهت بأن ضربت أميركا عرض الحائط بهذه القرارات وقامت مع حليفتها الأخرى باحتلال بلد بأكلمه بعد أن حاصرت شعبه لأكثر من عقد من الزمان .

ومنعت عنه الدواء والغذاء ثم ارتكبت وما زالت فظائع بحق الشعب من قتل وتشريد عجز حتى النظام السابق عن مجاراتها في تقتيل الشعب وتجويعه وإذلاله.

سوريا يرسم لها الآن سيناريو بطابع عراقي داخل هذا المجلس أو كما سماه احدهم نادي القمار العالمي حيث تمارس فيه كل أنواع الغش والتدليس والمعايير التي تخضع للأهواء.

وغلبة القوة التي تمنح إسرائيل الحق في قتل واغتصاب الأراضي الفلسطينية وتشريد شعبها تحت حماية ودعم لا محدود من العم سام الذي يتباكى الآن على قتل الحريري في كلمة حق يراد بها باطل.

حتى لو نفذت سوريا جميع الشروط السابقة واللاحقة التي ستصدر ضدها فلن تستطيع لجم التغول الأميركي على هذه المنطقة والكلام ليس للعاطفة ولكنها باتت حقيقة دامغة ذلك ان الولايات المتحدة.

وجدت العدو الذي بحثت عنه طويلا بعد الاتحاد السوفييتي وهو ذلك »العملاق النائم« وهو مصطلح ليس للترويج العاطفي .

ولكنه كلام خبرائهم في دوائر الأمن والاستخبارات الذي قالوه صراحة في الإسلام بأنه عملاق نائم وزل بها لسان الرئيس بوش بأنها »حرب صليبية«.

الذين يتحدثون عن ضرورة تجاوب سوريا واهمون حقا في تقديرهم ذلك ان الأمر لا يتعلق إطلاقاً باغتيال الحريري .

وما جرى وسيجري في مجلس الأمن ليس سوى مقدمات لما هو آت والولايات المتحدة لن تستشير أحداً عند التحرك الفعلي حتى لو استندت إلى أكاذيب وأباطيل كما حدث في العراق.

asmadi@albayan.ae