الصليب الأحمر يطالب بالزيارة والمفوضية الأوروبية تحتج على ما يوصف بأنها معتقلات سرية تستضيفها دول أوروبية وتديرها الولايات المتحدة عن سابق تصميم وترصد والهدف كما يقولون التحقيق مع تنظيم القاعدة وأميركا من جهتها تؤكد محافظتها على القيم الأميركية.

قلنا سابقا ونكرر مراراً إن الولايات المتحدة انزلقت منذ مدة إلى مصاف الدكتاتوريات الفتية في تعاملها مع بني الإنسان سواء من خلال الجرائم والفظائع التي ارتكبتها في الأميركتين الوسطى والجنوبية.

والتي باتت لا تخفى على احد أو في تعاملها مع مواطني الدول التي احتلتها حديثا خصوصا ما جرى ويجري في معتقلات أبو غريب وغوانتانامو وأخيراً ما كشف عنه مؤخراً من معتقلات سرية في أوروبا .

وهناك تقارير تشير إلى وجود معتقلات أخرى على أراضي دول عربية وقد لا تكون هذه المعتقلات سرية بالدرجة التي يتصورها البعض وأميركا تقدم رشاوى لتلك الدول لإقامة هذه السجون.

التنديد والاحتجاج الأوروبي لن يكون كافيا إذا واصلت أوروبا تشدقها بالمحافظة على حقوق الإنسان وكرامته خصوصا أنها تقرر علاقاتها أحياناً ومعوناتها طبقا لسجل الدول في حقوق الإنسان فماذا هي عاملة في دولة تدعي ليلاً ونهاراً حرصها على حقوق الإنسان وكرامته بما فيها حقوق السجناء.

وبما أنها معتقلات سرية فنحن نعرف سلفا ما يجري فيها من فنون التعذيب والإذلال على غرار أبو غريب العراقي وغوانتانامو الكوبي حتى وإن كان هؤلاء المعتقلون من تنظيم القاعدة فالمحاكم هي التي تقرر حكمهم وليس الجلادون كما هو الحال في الدكتاتوريات حديثها وقديمها.

وجود مثل هذه المعتقلات على ارض أوروبا بإدارة أميركية يلقي بمسؤولية كبيرة على عاتق الدول التي تدعي التحضر والمنظمات الإنسانية ومؤسسات المجتمع المدني في التصدي لمثل هذه السجون السرية التي تذكرنا بالبوليس السري في ألمانيا الشرقية سابقا ومعتقلات البعث العراقي وما كان يجري في بعض الدول العربية ودول الكتلة الشرقية.

يجب على الجميع أن يقف حازماً أمام ممارسات باتت مكشوفة تقوم بها الدول العظمى الوحيدة في العالم وعلى المجتمع الدولي أن يبعث برسالة واضحة إليها بأنها لا تستطيع أن تقرر مصير العالم .

كما أنها ليست في منأى عن العواقب القانونية والسياسية حتى وإن كانت تنقل معتقلاتها خارج أراضيها للتهرب من الالتزام القانوني أمام نظامها العدلي. يبقى القول إن تلك الدول التي تستضيف مثل هذه القمامة الأميركية لا ينطبق عليها سوى قول الشاعر »ما لجرح بميت إيلام«.

asmadi@albayan.ae