قلنا سابقاً ونؤكد دوماً ان الخطر الذي يداهم جسم السلطة الفلسطينية ومنظمة فتح المنهكة لن يكون من الخارج، من منظمات مثل حماس او الجهاد الإسلامي لكنه سيكون من الداخل و من قوى فتح نفسها.

وهي قوى وميليشيات تضخمت وتورمت وتحاول ان تحتفظ بالمكاسب التي حققتها في السابق وهي مكاسب تنوعت بين السرقة من المال العام والرشاوى والإتاوات الأمر الذي دفع دول العالم والمنظمات العالمية الى التوقف عن الدفع نقدا للسلطة.

هذه القوى التي ترك لها الحبل على غاربه تصول وتجول دون رادع لجأت إلى سلاح جديد يتمثل في عمليات الاختطاف التي بدأت تبرز على الساحة الفلسطينية تجاه نشطاء من منظمات دولية وكأن العمل الفلسطيني ينقصه تلك التصرفات التي اقل ما توصف بأنها صبيانية ومحاولات يائسة لإنقاذ سلطاتهم المنهارة وتغولهم على الدولة.

من كتب سابقا وأشار الى خطر حماس والجهاد الإسلامي على سلطة فتح وهيبة» القانون «كما سماها احدهم عليه الان ان يفكر قليلا لان السلطة ممثلة بمنظمة فتح تناسلت وأصبحت سلطات لا علاقة لها بالقانون والنظام.

وهي تعمل جاهدة وبكل السبل للضغط على ابو مازن لتأجيل الانتخابات سواء من خلال عمليات خطف الأجانب أو مداهمة مراكز الانتخاب في مسعى نحو تأصيل المنهج الاستئصالي الذي يتيح لهم استمرار النفوذ والمصالح التي امتصوا بها دماء العباد والبلاد .

هذه القوى التي تثور على فتح حاليا يغذيها ويدعمها أصحاب مصالح اشتهروا سابقا في فن التنظير وهواية الوقوف أمام عدسات التلفزة وهم يحاولون اليوم إنقاذ تلك المصالح التي غابت شمسها عنهم خصوصا ان الانتخابات على الأبواب ووجود مجلس تشريعي قوي يعني محاسبة الجميع وكشف الثروات والجيوب التي انتفخت من الأموال المخصصة للمشاريع.

والبنى التحتية وتحسين أحوال الناس وهذه حقائق أكدتها المنظمات والوكالات الدولية التي قدمت هذه الاموال أو تصدقت بها بلغة أخرى وليست بدعا من خيال .

منظمة فتح وسلطتها الوطنية مطالبة أولاً بضبط ابنائها العاقين قبل الحديث عن ضبط المنظمات الأخرى وقبل كل شيء وقف سرقة الأموال العامة التي قبضتها من دول ومنظمات العالم وعندئذ يمكن الحديث عن ديمقراطية وهيبة دولة وسلطة قانون واذا صلح النبع صلحت سائر السواقي كما قال ذاك الرجل لعمر بن الخطاب.

asmadi@albayan.ae