بالإضافة إلى ما ذكره مايكل مور في كتابه «رجال بيض أغبياء» فإن أهم انجازات الرئيس جورج بوش خلال فترة حكمه التي ستمتد إلى عام 2008 تمثلت في احتلال دولتين عضوين في الأمم المتحدة وإشاعة الفوضى فيهما حتى هذه الساعة ويمكن الحديث عن مقتل ما يقرب من مليون عراقي في «التجربة العراقية» وانعدام الأمن والنزعة الطائفية التي أوشكت إن لم تكن سببت حرباً أهلية لا يعلم مداها إلا رب العالمين.

ربما يجد البعض عذراً للرئيس بوش في الحرب على أفغانستان لأسباب يعرفها الجميع لكن «التجربة العراقية» أو الإنجاز الأميركي في العراق كان فاشلاً بامتياز وتضاف للانجازات الأخرى للرئيس بوش وأركان إدارته.

أما الانجازات التي عددها ما يكل مور في كتابه الذي أثار ضجة كبيرة فهي تتنوع لتشمل مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي ربما أنجزها بوش إما إرضاء للدائرة التي تحيط به من المحافظين الجدد أو مجاملة للشركات الكبرى التي ساهمت في حملته الانتخابية بحفنة من ملايين الدولارات وتريد أن تقبض الثمن مع الأرباح.

تالياً أهم هذه الانجازات التي ربما تفسر السبب في أن أكثر شعوب العالم تعشق كره الأميركان علماً أن هذه الانجازات تمت خلال الأشهر الأربعة الأولى فقط:

ـ وعده بإقامة الدولة الفلسطينية والتي نكثها أكثر من مرة وانصياعه لإسرائيل وبالتالي استمرار المذابح الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.

ـ تراجعه عن اتفاق سابق مع المجموعة الأوروبية بالحد من انبعاث ثاني أكسيد الكربون ربما إرضاء للشركات الكبرى.

ـ بدئه حربا باردة مع روسيا من خلال الاستعدادات لانتهاك معاهدات الصواريخ البالستية المضادة التي عقدت في السبعينات.

ـ بدء حرب جديدة مع الصين حول طائرة التجسس الأميركية التي أسقطت إحدى الطائرات الصينية وقتل الطيار.

ـ تحدى اتفاقيات الأمم المتحدة لحقوق الإنسان وترتب على ذلك استبعاد الولايات المتحدة من لجنة حقوق الإنسان.

ـ تصعيد حرب المخدرات في أميركا الجنوبية.

ـ قصف المدنيين في العراق وأفغانستان كما فعلت إدارة بوش الأب من قبل في ملجأ العامرية.

ـ قضى على الآمال لتخفيف التوتر مع كوريا الشمالية مع ضمانة استمرار مجاعة الشعب هناك.

ـ أعلن أنه سيسير في برنامج نظام الدفاع الصاروخي المشهور بحرب النجوم.

ـ لم يوقع على اتفاقية كيوتو لحماية المناخ التي وقعتها أكثر من 160 دولة في العالم.

ـ إضافة لكل ذلك استمرت الولايات المتحدة بقيادة بوش في تجاهل العرض الروسي بالتخلص من جميع الأسلحة النووية والتي أعلنها جورباتشوف في عام 1986 في قمته مع ريجان الذي رفض العرض آنذاك واستمرت سنة أميركية حتى اليوم مما مهد الطريق لتناسل القوى النووية في العالم من الهند وباكستان وليس انتهاء بإيران.

وبعد فهذا جزء بسيط سيذكره التاريخ للرئيس بوش وإدارته وللولايات المتحدة عموما التي ما زالت فوق المسألة كما هي حال حليفتها إسرائيل ولكن إلى متى تدوم هذه الحال وهل تضمن أميركا عدم ظهور مجنون يمتلك السلاح النووي ويعمل عمل شمشون؟

الإشارات الأخيرة التي صدرت من البيت الأبيض تنم عن شعور بالهزيمة في العراق حتى مع تأكيد بوش انه لا انتصار ولا هزيمة، والميدان في العراق يصول ويجول فيه كل شرار الأرض التي أرادتها أميركا واحة للأمن والديمقراطية.

أخيراً ما زالت الولايات المتحدة الأولى في الإنفاق العسكري والأولى في استهلاك الطاقة وفي استهلاك النفط والغاز والأولى التي لها حكومة قانونية لم تصادق على اتفاقية حقوق الطفل والأولى في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وحجم النفايات بأنواعها.

هذه الانجازات تمت خلال الفترة الماضية من حكم بوش وما زال هناك عامان حافلان بالأحداث ومن يدري ماذا تخبئ لنا الأيام وماذا يدور في عقل مستشاري بوش واختصاصيي التخطيط في شارع بنسلفانيا 1600.

asmadi@albayan.ae