أكثر من 11 ألف فلسطيني هم الآن قيد الاعتقال أو الأسر في السجون الإسرائيلية منهم 310 أسيرات موزعين على أكثر من 12 سجنا ومركزا للتوقيف الإداري والأمني وبعضهم ينتظر المحاكمات منذ سنوات ويتعرضون يوميا لممارسات هدفها الأول والأخير الإذلال.

هؤلاء الأسرى هم جزء من الشعب الفلسطيني الأسير الذي تحتجزه إسرائيل في اكبر سجن في العالم وتحاصره بأكثر من 400 حاجز بين مختلف مدن وقرى الضفة الغربية وحدها إضافة إلى الحصار الذي تفرضه على قطاع غزة.

ولمحبي الأرقام 25% من الشعب الفلسطيني لابد أن يكون مر بتجربة السجن بأي شكل من الأشكال وزد على ذلك أن 99% من هؤلاء المعتقلين تعرضوا للضرب على أيدي جلاديهم أو سجانيهم ضاربة عرض الحائط بكل المواثيق الدولية والمتشدقون من دعاة حقوق الإنسان .

إسرائيل مستمرة في التنكيل بشعب كامل وسرقة كافة حقوقه وممتلكاته بدءاً من المياه والأرض وحتى الهواء الذي تحاول حجبه بالحائط الجديد وكل ذلك يجري على مسمع من العالم اجمع الذي يكتفي دوما بالتنديد والاستنكار على الشعب الفلسطيني حين يحاول أن يدافع عن أرضه وأطفاله تحت حجج الإرهاب وكأن ما تقوم به إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني هو دفاع عن النفس كما تسميه هي أو الولايات المتحدة .

إسرائيل ولأسباب إنسانية جدا ألغت عقوبة الإعدام واستبدلتها بالمؤبد ولذلك تجد الكثير من المحكومين يمضي فترة محكوميته التي قد تكون 4 عقوبات وهي تعني 100 عام أو أكثر من ذلك حسب عدد الأحكام وفي السجن الإسرائيلي تجد هناك الضرب وطرق التعذيب التي قد لا تخطر على بال إلا في بعض السجون العربية وكما هو العادة فان المنظمات الإنسانية تدعو إسرائيل دوما إلى مراعاة الظروف الإنسانية لهؤلاء السجناء.

في كل المفاوضات التي كان يجريها محبو السلام مع إسرائيل بقي هؤلاء السجناء على الهامش وربما بدون هامش وحتى عندما كان يكثر الحديث عن المعتقلين كانت إسرائيل تطلق 200 أو 300 سجين من أصحاب الأمراض المزمنة أو ممن أوشكت محكوميتهم على الانتهاء ويتم تنفيذ الأمر بعد ماراثون طويل من المفاوضات التي تتبعها مفاوضات أخرى حول العدد ونوعية المراد الإفراج عنهم .

المفاوض الفلسطيني في كل المراحل كان يترك موضوع المعتقلين والقضايا الحساسة الأخرى، مثل القدس واللاجئين حتى لا يتم اتهامه بعدم المرونة وكانت إسرائيل تتحدث دوما عن قضايا عامة وأهمية التعايش والسلام دون أن تتحرك خطوة واحدة إلى الأمام وتنقضي سنوات كما رأينا من المفاوضات العبثية المضحكة التي يجري إعادة التفاوض عليها مرة بعد أخرى.

مؤتمر الخريف المقبل للسلام أو قل البدعة الجديدة القديمة للاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية لن تختلف عن سابقتها وسيغيب الأسرى الفلسطينيون عن مائدة المؤتمر لان جوهر التفاوض والأسس التي قام عليها مغلوطة منذ البداية.

إذا أرادت إسرائيل سلاما حقيقيا مع الفلسطينيين عليها أن تطلق 11 ألف أسير فلسطيني من سجونها وتعترف بحق الشعب الذي احتلت أرضه وتعلن استعدادها للانسحاب منها ثم يجري التفاوض على ذلك وليس كما حدث في كل المفاوضات الماضية حيث تملي إسرائيل ما تريد وتقدم مطالبها وكأنها صاحبة الحق فيما يظهر المفاوض الفلسطيني

وكأنه في حالة دفاع عن النفس أو كأنه المحتل. كلمة أخيرة ونحن في رمضان لماذا لا يبدأ الفلسطيني حوار الداخل ولقاء الداخل قبل التوجه للحوار مع إسرائيل لعل ذلك يخفف من معاناة 11 ألف معتقل في السجون الإسرائيلية.