ينتظر السوريون ومعهم العرب قراراً واضحاً وحاسماً لا لَبْس فيه من مجلس جامعة الدول العربية، الذي اجتمع في القاهرة؛ فالسوريون عاتبون - ولهم الحق في ذلك - على جامعة الدول العربية، التي لم تفلح كل خطواتها في وضع حد للقتل المستشري في المدن السورية، الذي تضاعف بشكل مأساوي منذ أن أصبح لجامعة الدول العربية وجود على الأراضي السورية عبر بعثة المراقبين العرب.
العتب السوري، الذي يوافقهم فيه الكثير من العرب، يتمحور حول عدم قدرة جامعة الدول العربية على ترجمة طموحات العرب عموماً والسوريين خصوصاً في إجبار نظام بشار الأسد على الانصياع للإرادة العربية، ووقف الإبادة التي يمارسها النظام ضد شعبه، فضلاً عن الاستماع إلى طلبات الشعب السوري، وأن العرب عبر جامعتهم لم يضيفوا شيئاً يساعد على وقف القتل، بل تداعى الوضع في سوريا للأسوأ، وأن الجامعة العربية بتدخلها الذي لم يحقق شيئاً يذكر حتى هذا اليوم عرقل جهود قوى دولية وإقليمية فاعلة، لم ترد مزاحمة الجهد العربي الذي لا يزال متردداً وغير مجدٍ. ويؤكد هؤلاء العاتبون أن تحرك جامعة الدول العربية عرقل واعترض الفعل التركي، الذي لم يجد المساندة المطلوبة من المجموعة العربية، وفضَّل السير خلف العرب الذين لم يحسنوا التحرك حتى الآن، وهو ما أحرج الأتراك والقوى الدولية الأخرى التي لا تريد إظهار عجز العرب، وتركتهم يحاولون، لعل وعسى.
الآن، أمام جامعة الدول العربية فرصة لتحسين أدائها وفعل شيء ملموس؛ فمن خلال المطالبة برفد بعثة المراقبين العرب بمراقبين دوليين تابعين للأمم المتحدة، يعملون تحت مظلة الأمم المتحدة، يخرج المراقبون العرب من حرج عدم احترافيتها وتخبُّط رئيسها الذي أزَّم الوضع السوري بتقريره المشبوه، والذي أراح الجامعة العربية باستقالته. وتستطيع جامعة الدول العربية تطوير عمل بعثة المراقبين العرب والدوليين بإضافة مهمة أخرى لهم من خلال تكليفهم بمرافقة ومراقبة وتسهيل عمل بعثات الإغاثة والمساعدات الطبية والمعيشية للمتضررين السوريين في المدن السورية المنكوبة؛ حيث تتحول بعثة المراقبين إلى بعثة إنسانية ومراقبة للوضع، عسى أن يخجل نظام بشار الأسد ويوقف مجازره المتواصلة للشعب السوري، ويسمح بوصول المساعدات الإنسانية الطبية والإعاشية للمتضررين.
عندها يكون هناك معنى لاجتماعات وزراء الخارجية العرب، وسيسهمون في مساعدة السوريين وليس خذلانهم عبر تقارير رئيس بعثة المراقبين، الذي أعطى مبرراً لقتل السوريين وليس حمايتهم!