تجيء استباحة المسجد الأقصى المبارك على أيدي العصابات الصهيونية، وبحماية جيش الاحتلال، لتؤكد ان العدو ماض بتنفيذ خططه ومخططاته التوسعية العدوانية لتهويد المدينة المقدسة، وأنه لم يعد معنيا بالمفاوضات ولا بعملية السلام.
وفي هذا الصدد لا بد من الإشارة الى ان هذا العدوان يتم وفق نهج يهودي خبيث، بعد ان وظف العدو المناسبات والاعياد الدينية والتلمودية، لحشد اليهود الحاقدين، ورعاع المستوطنين، واطلاقهم كالكلاب المسعورة على العرب المقدسيين لإرهابهم، ودفعهم الى مغادرة المدينة المقدسة، او لإرهاب المصلين، ودفعهم الى عدم الصلاة في المسجد الاقصى وقبة الصخرة المشرفة، ما يتيح لهم المجال للمطالبة باقتسامه مع المسلمين على غرار ما حدث للمسجد الابراهيمي في مدينة خليل الرحمن.
ان العدوان على الاقصى يجيء تزامنا مع الحملة الصهيونية المنظمة القائمة على رفع وتيرة الاستيطان وجرائم التطهير العرقي والاستيلاء على اكبر مساحة من اراضي الضفة الغربية، وارهاب المزارعين من خلال تجريف الأراضي الزراعية، واقتلاع اشجار الزيتون، وتسخير المحاكم الصهيونية لإصدار احكام ظالمة الهدف منها، مصادرة بيوت المقدسيين، وإعطاؤها للمستوطنين، لاستكمال المشروع التهويدي القائم على تحويل المدينة المقدسة الى “غيتو” وعاصمة يهودية لإسرائيل.
لم تعد لغة الشجب والتنديد والاستنكار ذات معنى، بل أسهمت بدفع العدو لممارسة المزيد من ضم الأراضي، واقامة المزيد من الوحدات السكنية، بعد أن أيقن أن هذه اللغة لن تغادر مربع الكلام، وستبقى حبيسة الادراج في الجامعة العربية، وفي الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، ولن تتحول لفعل يلجمه، ويجبره على التراجع، واحترام قرارات الشرعية الدولية، واحكام معاهدة جنيف الرابعة، التي تحظر أي تغيير في الأراضي المحتلة.
وفي تقديرنا أن ما يحدث في الأرض المحتلة لم يعد يحتمل السكوت، بخاصة بعد تشكيل أوسع حكومة ائتلاف في تاريخ الكيان الصهيوني بضم حزب “كاديما” لتضم 94 نائبا من أصل 120 ما يعني بصريح العبارة ان العدو مقبل على ارتكاب جرائم جديدة لتثبيت مشروعه الاستيطاني التهويدي، مستغلا المستجدات الخطيرة في المنطقة، وغياب القضية الفلسطينية عن الأجندة العربية والدولية.
مجمل القول: العدوان الصهيوني على الأقصى سيستمر، ولن يتراجع العدو عن مخططاته التوسعية التهويدية، في ظل العجز العربي والدعم الأمريكي والنفاق الأوروبي، ما يفرض على الدول الشقيقة، أن تخرج من مربع ردات الفعل الى مربع الفعل، لإنقاذ القدس والأقصى من التهويد، وعلى الشعب الفلسطيني الانضمام إلى الربيع العربي كسبيل وحيد لتحرير الأرض وإقامة الدولة، وتحقيق العودة.
“ولينصرن الله من ينصره” صدق الله العظيم.