تحميل الشحنتين الثالثة والرابعة من الغاز الطبيعي المسال القطري المخصصة للتخفيف من أزمة نقص المحروقات التي تواجه مصر الشقيقة حاليا يؤكد على موقف قطر الدائم قيادة وحكومة وشعبا لدعم الشعب المصري بصرف النظر عن الحكومات باعتبار أن ما يهم قطر هو مساعدة الشعب وليس حزبا أو تنظيما معينا حاكما أو معارضا وأن هذا الدعم الجديد هو امتداد لما التزمت به قطر ويؤكد أيضا على المواقف الإيجابية لقطر تجاه الشعب المصري كما يعكس حرص القيادة القطرية على خروج مصر من أزمتها الراهنة دون تضرر بنيتها الاقتصادية وبما يلبي احتياجاتها الاجتماعية لمواجهة فصل الصيف.

 

من المهم أن يدرك الجميع أن سياسة قطر ظلت وستظل ثابتة تجاه مصر وأنها لن تتوقف عن دعمها للشعب المصري في شتى المجالات وأن هذه المساعدات الجديدة من شحنات الغاز تأتي في إطار تضامنها الكامل والمطلق مع الشعب المصري الذي يعيش حاليا محنة قاسية تتطلب تكاتف الجهود المحلية داخل مصر والعربية والدولية للخروج منها ولذلك فإن الموقف القطري المتضامن والمساند للشعب المصري ليس غريبا ولا جديدا وأن الجميع يدرك ذلك، فهو ليس مكان المساومة أو المناورة وأن قطر ستواصل تقديم مساعداتها لمصر بصرف النظر عمن يحكم لأن ما يهمها هو الشعب المصري أولا وأخير وليس أحزابها أو تنظيماتها السياسية.

 

إن الدعم الذي ظلت تقدمه قطر لمصر سواء كانت في شكل عون اقتصادي أو عبر شحنات من الغاز الطبيعي المسال التي وصلت حتى الآن إلى أربع شحنات يمثل تعبيرا صادقا عن علاقات وطيدة وتاريخية وعميقة بين الشعبين الشقيقين القطري والمصري ويدحض الدعاوى التي تزعم أن هذه المساعدات موجهة لجهات سياسية بعينها وأن تفنيد سعادة الدكتور خالد العطية وزير الخارجية لمثل هذه الدعاوى بقوله "إن قطر تدعم الشعب المصري وليس الإخوان" كما يزعم البعض قد أخرس جميع الأصوات الناشذة والتي لا تريد الخير للعلاقات القطرية المصرية. ولا تريد الخير للشعب المصري.

 

من المؤكد أن مصر تعيش في أزمة ستدخلها في مفترق الطرق إذا لم تتكاتف جهود المصريين لحلها عبر الحوار والاعتراف بالآخر وليس قهره وأن دولة قطر قد أكدت في أكثر من مناسبة على أهمية الحل السلمي للأزمة عبر تهيئة الأجواء لتمكين جميع الأحزاب والجماعات بجميع أطيافها ومكوناتها للمشاركة في الحوار من أجل أن تسترد مصر لحمتها الوطنية وأن الواقع الحالي يؤكد الموقف الحكيم والاستشرافي لقطر فهي بقدر حرصها على حل الأزمة المصرية عبر الحوار، فهي أيضا لم ولن تتخلى عن الشعب المصري ومن هنا جاءت التوجيهات الأميرية السامية بإرسال شحنات الغاز الطبيعي المسال القطري إلى مصر والتي تم الاتفاق عليها وعددها خمس شحنات.