خيارات ترامب لرجاله في فترة رئاسته المقبلة تؤشر – حتى الآن – بأنها خيارات متشددة سياسياً في اتجاهات مختلفة. متشددة في الرغبة في تنفيذ مبدأ «أمريكا أولاً» المؤدي بطبيعة الحال إلى تحقيق مشروع أمريكي انعزالي مضاد لكل جهود العولمة التي قامت بها إدارة كلينتون، وأوباما، وبايدن، ومتشددة في عدائها للنمو التجاري الصيني، والصعود العسكري الروسي، وبالمخاوف النووية من الكوري الشمالي والمشروع النووي الإيراني. ومتشددة تجاه نمو أفكار ثورية أو وجود حكومات عسكرية في فنزويلا ودول الساحل الأفريقي.

ومتشددة ضد حتى أهم الحلفاء على الجانب الثاني من الأطلسي في حلف الناتو ودول الاتحاد الأوروبي الذين لا يدفعون حصصاً متساوية للولايات المتحدة في موازنة الحلف، ويدعمون منطقة عملة اليورو، ويرفضون زيادة نسبة إنفاقهم على الدفاع أكثر من 2% من موازنتهم السنوية.

ومتشددة في دعم إسرائيل، وضد فكرة الدولتين، ولا يؤمنون بأن هناك شيئاً اسمه أراضٍ فلسطينية ولكن بعضهم مثل «هاكابي» المرشح سفيراً جديداً في إسرائيل يؤمن بأن كل أرض الميعاد من البحر إلى النهر هي أراض عبرانية يهودية لا حق لغير اليهود فيها.

هل هذا كله يبدو نذيراً للتشاؤم أو الشعور بالرعب مما هو قادم في السنوات الأربع المقبلة؟ هناك إجابة أكثر إشراقاً، وإيجابية حول هذه المسألة تعكس وجهاً آخر لهذه الخيارات وآثارها على الشرق الأوسط.

غداً نطرح هذه الفرضية بإذن الله.