يواجه العالم العديد من الكوارث والأزمات، بعضها من صنع البشر، والبعض الآخر جراء الكوارث الطبيعية، وفي عام 2024، شهدنا، وما زلنا نشهد، الكثير من الحالات الإنسانية في مناطق متفرقة من العالم، كالحرب التي جعلت المزارعين في السودان غير قادرين على زراعة أراضيهم، وقد أشارت بعض تقارير منظمات حقوق الإنسان، إلى أن 3.6 ملايين طفل يعانون من سوء التغذية الحاد في السودان، وأن المرضى غير قادرين على الحصول على الأدوية التي يحتاجون إليها، وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدم توفر الغذاء والدواء اللازم لعلاج المرضى وإطعام الجائعين، وغيرها من القضايا التي ساهمت دولة الإمارات العربية المتحدة بالتخفيف فيها عن آلام المتضررين، عن طريق إرسال المساعدات، والسعي لإيجاد حلول لإيقاف الحروب والنزاعات، لأن السعي إلى توفير الرفاهية للشعوب، وتقديم الحياة الكريمة لكل إنسان على وجه الأرض، هو أحد أهم الأهداف الإنسانية التي تسعى دولة الإمارات العربية المتحدة إلى تحقيقها.
وفي أعمال قمة العشرين، التي أقيمت في ريو دي جانيرو، قام الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، بالإعلان عن تشكيل تحالف عالمي لمكافحة الجوع والفقر، وساهمت دولة الإمارات العربية المتحدة، بدعم المساعي العالمية لمبادرة مكافحة الجوع والفقر، وقامت بتخصيص مبلغ 100 مليون دولار أمريكي، عبر وكالة الإمارات للمساعدات الدولية، حيث أكد سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، أن دولة الإمارات تبارك كل الجهود الداعية إلى تحقيق التنمية والازدهار والسلام في العالم، وأكد سموه على ضرورة تكاتف الجهود العالمية لمكافحة الجوع والفقر، من خلال وضع الحلول المستدامة، التي تعود بالنفع على العالم أجمع.
وعندما نتحدث عن الحلول المستدامة لمكافحة الجوع والفقر، فإن الأمر لا يعني توفير الغذاء اللازم لسد حاجة المحتاجين فقط، لأن المجتمع الدولي يسعى إلى القضاء على ثقافة هدر الأغذية المنتشرة في العالم، حيث أكدت التقارير الصادرة عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، أن الأسر في العالم أهدرت بليون وجبة يومياً في عام 2022، في حين تضرر 783 مليون شخص من الجوع، وواجهت ثلث البشرية انعدام الأمن الغذائي، وهذه الأرقام لا يمكن القضاء عليها من خلال تقديم المساعدات فقط، ولكن لا بد من اتباع الطرق المستدامة التي دعا إليه سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، في كلمته التي ألقاها في قمة العشرين، حيث أكد أن الحلول المستدامة، هي الحل الأنسب لتوفير حياة كريمة، خالية من الجوع والفقر.