Al Bayan

السؤال العربي الكبير!

أمام المشهد الدامي في الشرق الأوسط، والذي تتصاعد وتيرته كل لحظة، فإن معادلة الصراع تبدو وكأنه لا أفق ولا حل لها في المدى المنظور، في ظل اختلال موازين القوة، واختلال معادلة الصراع نفسه، الذي لا يظهر أطرافاً متصارعة، وإنما طرف واحد يتحكم في كل شيء:

يحدد ساحة المعركة، ويختار وقتها، وشروطها، ويرسل صواريخه لتقتل أي شخص تحت ذريعة متكررة: الانتماء لحزب الله أو لحماس، ولأجل ذلك، لا مانع لديها من تدمير قرى وبلدات وأحياء، وقتل وتشريد الآلاف من البشر!

السؤال الكبير اليوم: إلى متى يستمر هذا الفجور الصهيوني؟ إلى متى تظل حكومة نتنياهو المتطرفة، تحل مشكلاتها وتصدر أزماتها الداخلية بالمزيد من القتل، ولا شيء سوى القتل؟ إلى متى السماح لها بالتهام المزيد من الأرض العربية، لصالح المشروع الاستيطاني الإسرائيلي؟ سؤال يقود تلقائياً لمجموعة افتراضات، لعل أولها فرضية التسليم بانتصار إسرائيل، وتركها تفعل ما تريد، ما يعني أن الطريق صار معبداً نحو مزيد من الإبادات والتدمير في الشرق الأوسط، فمن غزة إلى بيروت وسوريا واليمن و...؟.

أين ستتوقف إسرائيل؟ وهل ستتوقف فعلاً؟ طالما أن الغطاء الأمريكي يضمن استمرارها دون رادع ودون عقاب، مرفق بالغطاء الغربي، في ظل عجز منظومة دولية، وقرار عربي قوي، فإذن، من يضمن لأي مواطن عربي ألا يكون هو أو بلده الهدف التالي على قائمة الإبادة والتدمير؟ فماذا فعلت الولايات المتحدة وأوروبا، الرعاة الحصريون للسلام والديمقراطية، وماذا ينوون أن يفعلوا للحد مما يحدث؟ وماذا بقي للمنظمات الدولية من دور وأثر بعد كل ما حدث ويحدث؟.

إن هذه العربدة والإبادة، لا يمكن أن تحل صراعاً أو ترسي سلاماً، أو تجعل الحياة أو التنمية أو الرغبة في الاستقرار والبناء ممكنة في هذه المنطقة، والحقيقة التي تعلمها إسرائيل، أنها لا يمكنها إبادة العرب، أو الاستيلاء على أراضيهم بمنطق الإبادة، فبهذا المنطق نفسه، اجتاح المغول العالم الإسلامي، وأبادوا ودمروا كل شيء في طريقهم، فكيف انتهوا يا ترى؟ وأين هم الآن؟ وإذا كانت إسرائيل تتفوق على مغول التاريخ بالتكنولوجيا، وبالغطاء الأمريكي والغربي، فإذن، ما الحل؟.