هل كان بيل غيتس يقصد فعلاً تحذير العالم والولايات المتحدة في العام 2015 عندما أطلق مخاوفه منذراً بكوارث قد يتسبب فيها الذكاء الاصطناعي، والاعتماد الكبير على البرمجيات والتقنيات الذكية، أم أنه كان يقذف بكرة التحذير في وجه العالم ليحقق مآرب أكبر ومصالح أخطر مما نظن؟

قد يبدو السؤال تشكيكياً أولاً ودون أدلة تجعله محل بحث أو اهتمام! وقد ينظر إليه كثيرون على أنه جزء من توجه عالمي يصب في مجرى نظريات المؤامرة التي شاعت كثيراً في السنوات الأخيرة، وأصبحت تملأ العالم بالشك واللايقين في أي قرار أو ظاهرة!

لكن ألم يحدث أن اكتشفنا الكثير من المؤامرات التي كانت تختفي تحت ستار حوادث وكوارث ظهرت وكأنها من تدبير خارجي، بينما كان مدبروها هم أنفسهم من حذروا منها؟ ألم تفجر مبانٍ، ويقتل بشر في بلدان عديدة جراء هجوم خارجي، ثم يتضح أن الهجوم والمتسبب هم من داخل البلد نفسه؟ إن نظرية المؤامرة ليست وهماً دائماً، هناك من يستغلها لتحقيق مصالح أكبر من قدرتنا على فهم تعقيداتها وتشابكها، حيث تؤمن شبكات المصالح المعقدة هذه بمنطق أن الغاية تبرر الوسيلة، وأن التضحية بعدد من البشر أو المصالح أمر حتمي لتحقيق ما هو أكبر!

هذا بالضبط ما يتصدى له المسلسل الأمريكي السياسي الذي يلعب بطولته (روبرت دينيرو) لأول مرة، ويعرض على منصة نتفليكس، بعنوان «يوم الصفر»، والذي يجسد فيه دينيرو دور «جورج مولن»، رئيس أمريكي سابق يُستدعى من التقاعد للتحقيق في هجوم إلكتروني مدمر على الولايات المتحدة تسبب في شلل الاتصالات ومقتل 3402 شخص.

وخلال سعيه لمعرفة الحقيقة، يتوصل للكشف عن شبكة معقدة من الشخصيات النافذة داخل الحكومة الأمريكية، بالتعاون مع شركات تكنولوجيا كبرى، خططت للهجوم لخلق ذريعة تمكنهم من فرض سياسات رقابة مشددة وتعزيز سلطتهم تحت ستار «حماية الأمن القومي».

كان الهدف الحقيقي لمجموعة المصالح المعقدة من الهجوم هو استغلال الفوضى لتمرير قوانين تمنح الحكومة سيطرة أكبر على الإنترنت والبيانات الشخصية للمواطنين.

فلا تصدق أي شيء مهما بدا لك مقنعاً.