كل الذين يتهمون الإمارات ويقذفونها بكلمات وعبارات لا تليق إلا بهم، كانوا وكانت دولهم من أكثر الذين امتدت لهم يد الإمارات بالعطاء والإعمار والإنقاذ، كرماً ومحبة وإيماناً بواجبات الأخوة والعروبة والانتماء، ولأن الإمارات كريمة وأهلها أصحاب شيم وشهامة، ولأن الإمارات كبيرة، والكبار يتصرفون كما يليق بهم وبمكانتهم وقدرهم، ولا يهم بعد ذلك كلام التافهين والأجراء والصغار جداً.

سيتساءل البعض ما مناسبة هذا الحديث؟ في الحقيقة ونحن نعيش لحظة تاريخية ملتبسة جداً، اختلط فيها الحابل بالنابل، وصار كل من امتلك «ميكروفون» يتحدث، وكل من أمسك في يده قلماً كتب ما طاب له، وكل من حمل عصا ظن أنها سيف، وأن من حقه أن يلوح بها في وجوه الآخرين، وأن يضربهم بها إن شاء، وفي زحمة ما يتم نشره وإذاعته وتسريبه من أفلام ومقاطع مصورة وصوتية لبعض السياسيين اللبنانيين، استمعت لتافهٍ يُدعى وئام وهاب، يقول إن العرب «يقصد الخليجيين» سيبنون لبنان غصباً عنهم، وزاد على طريقته الوقحة في المزايدة «بل سيدفعون وأرجلهم فوق أعناقهم»، قبح الله منطقك ومنطق الحياة، الذي جعل منك سياسياً بإمكانه أن يخرج على الشاشات ويتحدث!

وفي مقطع آخر مصور لأحد زعماء «حزب الله» البارزين، يورد فيه كلاماً عن الإمارات بالنص يقول «الإمارات هذه دولة كرتونية من أسمنت وزجاج..»، سأكتفي بالمثالين من لبنان فقط، لأنني لو أطلقت العنان للإنترنت، فإن آلاف المقاطع لأمثال هؤلاء المتقوّلين تملأ الفضاء الإلكتروني، ومن دول كثيرة، يتبجح فيها أشباه رجال، ليخوضوا في سمعة الإمارات ويتهموها، بينما هم أقل وأصغر من أن يحصوا أفضالها، وأياديها البيضاء عليهم، لكن «الحماقة أعيت من يداويها».

ما ترونه اليوم من قوافل ومساعدات ومشاريع إغاثة تنطلق من الإمارات بتوجيهات القيادة السياسية الرشيدة، لغزة ولبنان وسوريا والسودان و...، ليست مساعدات طارئة وليدة اليوم أو هذا العهد، إن عهد الإمارات ثابت لا ينكث، ووعدها التزام لا يتزعزع، وموقفها مبدأ لا يلين ولا يتغير، لأنها الإمارات، تركة زايد وحلمه، وأمانة محمد وإخوته، رجال حقيقيون حين يندر الرجال، وتختل الموازين!