تروى هذه الحكاية عن الكاتب الأمريكي، ستيفن كينغ، المعروف كاسم لامع في أدب الرعب والجريمة في أيامنا المعاصرة، عبر رواياته، التي حاز- بواسطتها - على ميدالية مؤسسة الكتاب القومية لأعماله البارزة في الأدب الأمريكي.
تقول الحكاية إنه عندما رمى ستيفن كينغ روايته الأولى في القمامة، أخذتها زوجته وأرسلتها إلى دار النشر، قامت الدار بنشرها لاحقاً، وها قد مرت السنوات، وتخطت مبيعات كتبه أكثر من 350 مليون نسخة.
الذين يذكرون هذه القصة يريدون الوصول إلى سؤال، مفاده مَنْ هو الشخص الذي عليك اختياره ليقف إلى جانبك في الحياة؟
إن أفضل من تختاره هو ذلك الشخص الذي يؤمن بك وبقدراتك، لدرجة أنه لا يمانع أن يفتّش وراءك في القمامة إذا أصابك اليأس! والمقصود ليس التفتيش بمعناه الحرفيّ في القمامة فقط، ولكن التفتيش في فضاء قدراتك والإيمان المطلق بك إلى الدرجة التي لا تصدقها أنت نفسك!
في هذه الأيام يبدو وجود أشخاص من هذه النوعية مؤمنين بموهبة أصدقائهم، ويفعلون المستحيل لدفعهم للأمام مهما كان خذلان الواقع لهم، أمراً نادراً أو لا يصدق، وسط تكاثف غيوم الصراعات، وتفضيل المصلحة الخاصة، وغلبة الغيرة والحسد، وقلة الوفاء! بينما لا يحتاج الشخص الموهوب إلا لمؤمن، ككل أصحاب الأفكار والقضايا والدعوات الكبرى، الذين غيروا وجه التاريخ لأن شخصاً واحداً آمن بهم في أول الطريق، عندما كان الجميع ضدهم، وكان أقرب الناس يخونهم ويخذلهم في وضح النهار!
هل تحتاج فعلاً إلى هذا الشخص؟ هل هذا يعني أن عدم وجوده لن يجعلك تصل إلى تحقيق أهدافك وأحلامك؟ نعم تحتاج، فحتى سيدنا موسى طلب من ربه أن يشدُد أزره بأخيه هارون، مع أنه نبي يقف الله إلى جانبه، لكن الأخ والصديق الذي يقف معك يجعلك تواجه الناس والمصاعب والتحديات بقوة وأنت تتكئ على جدار صلب يحميك ويسندك!
إننا نحتاج للسند والمؤازرة دائماً عندما يتكاثر الناس علينا، وحين تخفُت همتنا، وحين نقترب من اليأس وفقدان البوصلة، ونحتاجه أكثر حين نفقد الإيمان بأنفسنا وموهبتنا، ذلك لأن الإنسان مهما كان قوياً فإنه يبقى كائناً ضعيفاً مستطيعاً بغيره.