حفلات التوقيع في معارض الكتب العربية، عنوان جديد بدأ يحتل برامج وفعاليات المعارض العربية في السنوات الأخيرة، كما يحظى باهتمام القراء والكتّاب ودور النشر، وهو يمثل شكلاً من أشكال الترويج للكتب باعتباره معنى مرادفاً للإعلان التجاري.

كما أنه محط اهتمام إدارات المعارض من حيث استقطابه لأعداد كبيرة من متابعي وجمهور الكاتب، الذين يحرصون على متابعة جديده، والحصول على توقيعه على نسخ كتبه، وبلا شك فإن فرصة التقاط صورة في معية الكاتب وكتابه تمثل سبقاً ومكسباً يتباهى به الكثيرون على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي.

كل هذا معروف ومتعارف عليه، وليس لأحد مشكلة أو موقف ضده، مع أن هناك من النقاد والقراء المحترفين وكثير من المثقفين يعتبرون أن حفلة توقيع كتاب يجب أن تتوافر لها مواصفات وشروط فيما يخص الكاتب ونوعية أو مستوى الكتاب المقدم.

ولذلك يعترضون على كل تلك الحفلات التي تروج لكتب ونتاجات ضعيفة المستوى لا ترقى للذائقة، ولا تستحق الاحتفاء بها، وهذا من وجهة نظري مصادرة لحقّ القراء بشكل عام من أصحاب الذوق المغاير لأذواق النقاد والنخب المثقفة، فهناك قراء مبتدئون، وهناك شباب صغار، وهناك قراء من أصحاب الخيارات المحدودة من محبي روايات الجيب والجريمة والخيال والغموض و...!

إن هذه المعلومة معروفة بالضرورة للجميع، وتحديداً للنقاد، وهذا التنوع موجود بين كل قراء العالم، فليس كل من نراه يقرأ يكون بالضرورة من قراء تولستوي، أو ماركيز، أو نيتشه، أو نجيب محفوظ، فعالم الأدب والقراءة واسع جداً، وفيه من الخيارات والمتاحات ما لا يعد ولا يحصى، ولكل ذائقته وقدراته وإمكانياته وكذلك اهتماماته.

إذن لماذا نصادر، أولاً، حق الآخرين في اختيار ما يرونه ملائماً؟ وثانياً، لماذا نحصر ترويج الكتب في فئة النخبة فقط، أو ما يشابه اهتمامات فئة بعينها، في الوقت الذي ننادي بنشر القراءة بين الشباب، الذين نقول ونصرخ كل لحظة بأنهم لا يقرؤون؟!