مع قيام الدولة، حرصت القيادة على الاهتمام بالإنسان، حيث تعتبره الثروة الحقيقية لهذا الوطن، فالإنسان يجب أن نعتني به، ونوفر له الرعاية، فلا فائدة للمال من دونه، ومن هذا المبدأ والمنهج سارت الدولة على الثوابت والأسس التي وضعها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وسار على النهج نفسه قادتنا، حفظهم الله.
حيث أصبحت نبراساً لبناء الإنسان الإماراتي، فالهدف بناء جيل يتحمل مسؤولياته، ويواصل مسيرة التقدم، والقائد أعطى الأولوية للاهتمام ببناء الإنسان ورعاية المواطن في كل المجالات، وفي جميع الأماكن بالدولة، لأن الإنسان أساس التنمية.
ليس أفضل وأهم وأجمل وأسعد من هذا اليوم، الذي نلتقي فيه في الخلوة الرياضية التي أعلنت عنها الهيئة العامة للرياضة خلال هذا الشهر، وخلوة مجلس دبي الرياضي الشهر المقبل لتفعيل وإطلاق برامج ومبادرات رياضية جديدة ننتظرها من سنوات، بحضور نخبة كبيرة من أعضاء الأسرة الرياضية أفراداً ومؤسسات، فقد تحققت رغبتي بأن ننظم حدثاً رياضياً تحت هذا الشعار، يختص فقط بالأسرة الرياضية، نناقش همومنا وواقعنا، بعيداً عن «صداع» الملاعب والمكاتب، ليكون تحدياً آخر لأبناء الوطن، نتحاور ونناقش ونتطلع لرفع مكانة الرياضة في عهد «الاتحاد»، التي حققت الكثير من القفزات.
وارتفع علم بلادنا عالياً خفاقاً في كل المحافل الشبابية والرياضية، وهو ما رفع كثيراً من أسهمنا، وأصبح اسم «الإمارات» مميزاً بين الدول المتقدمة حضارياً في العالم، لأن الرياضة تختلف عن غيرها، فهي مليئة بالأحداث والأزمات التي لا تنتهي، ولا يمكننا أن نديرها ونصححها بالقرارات واللجان والاجتماعات المغلقة، ويمكن التغلب عليها عبر اللقاءات المفتوحة.
والحوار الصادق، وبصدر رحب، نستطيع من خلاله أن نرمي كل خلافاتنا وراء ظهورنا، ونستفيد من الأخطاء، فما يحدث الآن على الساحة بحاجة إلى «خلوة» حقيقية، نابعة من القلب، من منطلق التوجه السياسي الحكيم بأهمية الرياضة الإماراتية في ترسيخ معاني الإنسانية العديدة، ومن أجل نجاح مهمة أبنائنا، ولتتحقق أحلامنا، ولنترك الإجابة لمن يعنيه الأمر.
*اليوم، ونحن نقرأ عن مبادرتين عبارة عن الخلوة الرياضية للمستقبل، نتمنى أن يكون لنا تصور وبرنامج زمني منظم نخرج من خلاله بتوصيات تخدم واقعنا، فحضور مؤسسات أصحاب القرار الرياضي لتحقيق الأهداف من خلال الرياضة، التي أصبحت اليوم تشكل منعطفاً مهماً في حياة الشعوب والأمم، وأملنا كبير في تحقيق الخلوتين.
والمضي قدماً في مواصلة الإنجازات الرياضية، بعيداً عن الصراعات والخلافات، ومن خلال قطار «الشباب والرياضة» نستطيع أن نحقق أهدافاً سامية، حتى نتغلب على ما يواجهنا من عقبات، لكي يؤدي شباب اليوم دوره الحقيقي في أجواء تسودها الروح الرياضية السمحة، ومن هذا المنطلق، أرى أهمية مثل هذه المبادرات. والله من وراء القصد.