■ انطلقت فعاليات النسخة الثالثة للأولمبياد المدرسي، من خلال حفل الافتتاح الرائع الذي جرى أمس بقاعة المدينة الجامعية بالشارقة، وسط تظاهرة كبيرة حب في الوطن والقيادة، من خلال أوبريت جميل، قدمه فتيات وفتيان المدارس التابعة للمناطق التعليمية في الدولة، عبروا من خلاله عن أهمية دور الرياضة في المجتمع، وبدت عليهم السعادة والفرحة بانطلاقة المنافسات في ملاعب نادي الثقة للمعاقين، ونادي السيدات والصالة الرياضية بالجامعة، وسيتم تتويج الأبطال مباشرة عقب انتهاء المنافسات في نادي الثقة للمعاقين بالشارقة على مدار الأيام الثلاثة للنهائيات، وكانت اللجنة العليا للأولمبياد المدرسي قد أعلنت تبني استراتيجية تطوير الرياضيين المتميزين، والبناء الشامل للأجيال الصاعدة، وذلك خلال الاجتماعات الدائمة لها، وعلاقتي باللجنة الأولمبية الوطنية، بدأت مع تأسيس اللجنة.

حيث كانت مع انطلاقتي المهنية، فأصبحت جزءاً مهماً في حياة أي صحافي، كونها المصدر الهام، ومنذ فترة ليست بقصيرة، تشرفت بالانضمام إلى الأسرة الأولمبية للاستفادة من خبراتي المتواضعة، وهو شرف كبير لي، ووسام أفتخر به على الثقة التي أولاني إياها المجلس، ويتساوى مع الوسام الفضي الذي حصلت من قبل اللجنة الأولمبية في احتفالها عام 92، ومع هذا التوجه، أحاول أن أكون حسن الظن بقدر الإمكان، وأن أسهم إعلامياً في نقل الصورة الحقيقية للجهد الكبير الذي تبذله المؤسسة الأهلية منذ أن أشهرت قبل 26 سنة، عندما صدر القرار الوزاري في يوم 19 ديسمبر عام 79.

■ وبعد هذه السنوات التي تصل إلى أكثر من 36، أصبحت للجنة الأولمبية مكانة عالية، كان لا بد أن تحصل عليها، وتلعب دوراً أوسع في العملية الرياضية، ولا تكتفي بالإشراف الفني على الدورات المتعارف عليها، كالأولمبياد الآسيوي والعربي والعالمي، ولكن لها وضعها الخاص واستقلاليتها، أسوة ببقية اللجان المجاورة من الدول الشقيقة، ولا شك أن اللجنة أمامها العديد من التطلعات والطموحات حتى نهاية الدورة الحالية، التي تنتهي مع نهاية أولمبياد ريو دي جانيرو بالبرازيل 2016، وإيماني العميق بمدى أهمية المؤسسة الأهلية، مرتبط بأهمية الإيمان بالعمل الأولمبي ورسالته السامية، والدعم والمساندة لكل مشاريعها وخطواتها، من أجل أن تتبوأ المكانة المأمولة كبقية اللجان الأخرى في العالم، ونحمد الله أن اللجنة الأولمبية تجد الدعم الكامل والعناية التامة من قادتنا السياسيين، لكي تلعب دورها كمؤسسة أهلية في تنفيذ البرامج والتصورات والخطط الكفيلة لنجاح مهمة شباب الوطن.

وقد أثلج صدري وأنا أرى وجود ثلاث قنوات رياضية وطنية تنقل حدث الأولمبياد المدرسي على الهواء مباشرة، عبر اللقاءات الميدانية وتخصيص استوديوهات خاصة، تعبيراً عن مدى أهمية الأولمبياد المدرسي، فالمكتب التنفيذي أبدى ارتياحه للحضور المكثف لقيادات الرياضة الإماراتية، التي بدأت تفكر وتخطط للنهوض بمستوى النشء، وتطوير وصقل قدراته بالشكل الأمثل، انطلاقاً من رؤية القيادة الرشيدة في العمل على بناء الإنسان المواطن، والتي تعد أهم الأولويات التي يتم التركيز عليها بصفه مستمرة.

■ وشهد حفل الافتتاح وجوداً طيباً من قبل طلاب المناطق التعليمية المختلفة وأولياء الأمور، في دلالة واضحة على مدى شغف الفئات العمرية بالرياضة، فالتجربة في الأولمبياد المدرسي، تميزت في الآونة الأخيرة بالمثابرة والتحدي بين عشر مناطق تعليمية، من أجل نيل شرف التتويج، حيث تحرص اللجنة الأولمبية الوطنية، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، على تعميم القيم والمبادئ السامية في غرس الصفات الحميدة في نفوس أبناء الوطن، فتحية لكل الجهود التي بذلت للخروج بالعرس الأولمبي المدرسي من نجاح إلى نجاح.. والله من وراء القصد.