نعود للتواصل معكم في رمضان للعام الخامس، لنستعيد الذكريات التي مرت بها رياضتنا منذ أكثر من خمسين عاماً، وذلك عبر مجموعة من الصور التي لم يسبق نشرها من قبل، وإذا كانت الكلمة مهمة لإلقاء الضوء على الحدث..

فإن للصورة بعدها الخاص وقيمتها في توثيق الأحداث، وهي غالباً ما تكون محملة بقصص وحكايات، أبطالها نجوم صالوا وجالوا في الملاعب، ونحن هنا نرتكز على صور تعود بذاكرتنا إلى أيام الزمن الجميل، إيماناً منا بأن الصورة تبقى عالقة في الأذهان، وتزيد قيمتها كلما مرت عليها السنون.

 

هناك أسماء لا يمكننا أن ننساها بسهولة في الزمن الكروي القديم، ومن بينهم النجم الكبير سهيل سالم أول من سجل هدف للإمارات خارجياً في دورة الخليج الثانية بالرياض عام 72، فهو من أسرع وأخطر اللاعبين الذين مروا على الكرة الإماراتية، يقول عنه شقيقه الدكتور حمدون: أخي سهيل كان له تأثير كبير في أن أستمر كلاعب كرة قدم، فهو من أخذ بيدي وأصر على أن أنضم لنادي الوحدة.

وكان يهتم بي ويرعاني كأخ أصغر. سهيل صاحب أول هدف دولي لمنتخب الإمارات، وهو من أفضل اللاعبين الذين أنجبتهم ملاعب الإمارات، بل وملاعب الخليج، كان مميزاً في فترة لم تكن فيها الإمكانيات متوافرة، ولم يكن الإعلام كثيفاً مثلما هو الآن. كان يمتلك السرعة والمهارة والتصويب نحو المرمى. باختصار هو يمتلك جميع المهارات الأساسية للاعب الكرة.

شارك سهيل سالم في مباراة أهلي دبي أمام ساوباولو البرازيلي التي انتهت بخسارة الأهلي بسبعة أهداف مقابل هدفين. وأحرز سهيل أحد الهدفين بتصويبة يسارية من خارج خط 18، وكان هدفاً جميلاً جعل البرازيليين يتساءلون عن سهيل، وقالوا: »من أين هذا اللاعب؟«.

سهيل سالم لم يكن فقط لاعباً، بل كان مؤسساً لفريق نادي الوحدة عام 62 الذي قاده بعد فريقه (الأهلي حالياً)، في مواجهة أبطال إفريقيا بالقاهرة خلال المعسكر التدريبي الذي خاضه الوحدة في مصر ولعب مع عمالقة الفرق المصرية، ومن اللاعبين الذين أسهموا في إحراز العديد من الألقاب للنادي الأهلي، خاصة في العامين 1973 و1974، إذ أحرزنا كأس الدورة الرمضانية وكأس الدوري وكأس رئيس الدولة.

على مستوى دورات الخليج، شارك سهيل في دورة السعودية 1972، وشارك في دورة الكويت عام 74، وللأسف لم يتم تكريمه، لا من النادي الأهلي، ولا اتحاد الكرة أو أية جهة رسمية، ولعب مع المنتخب العسكري أيضاً، وشارك في بطولاته الخارجية، فهو من اللاعبين المخلصين، ترك الكرة بهدوء.