واكبنا الرياضة الفلسطينية منذ بداية السبعينات من القرن الماضي من خلال زيارة فريق الثورة الفلسطينية فيما كان يسمى بالجيش الفلسطيني مدعوماً بعدد من النجوم العرب من الإمارات ودول عربية أخرى لدينا تجارب ناجحة مع أبناء فلسطين الذين ساهموا في إثراء الحركة الرياضية في الحقبة الزمنية الماضية، هذا إضافة إلى اللاعبين الذين يذكر منهم المرحوم صدقي دياب الموسى شقيق الأستاذ محمد دياب الموسى السكرتير الثقافي لسمو حاكم الشارقة والذي عمل سكرتيراً في وزارة الدفاع، ولاعباً في فريق النصر لكرة القدم.

ويعتبر من المدافعين الجيدين والسفير الفلسطيني السابق في الإمارات سليم سلطان وأبناء قدورة في الحركة الكشفية والعديد من أبناء فلسطين الذين ساهموا في مجالات التدريب والتحكيم ومختلف الألعاب الأخرى.

■ منتخب دبي في لقطة جماعية مع الفريق الفلسطيني ويظهر في الصورة من اليسار جمعة غريب يحمل الراية حيث كان مساعداً للحكم في هذه المباراة وبجانبه سعيد حارب وسلطان الحبتور وأحمد عيسى

 

بينما البداية الحقيقية لتواصلنا مع الرياضة الفلسطينية من خلال بطولة كأس فلسطين الأولى عام 1973 في ليبيا، وبطولة فلسطين الثانية عام 1975 في تونس، وبطولة كأس فلسطين للشباب في المغرب عام 1986. وكون البطولة تحمل اسم فلسطين فهذا ما زاد من تعلقي بها، لكن مع الأسف الشديد توقفت البطولة نظراً لكثرة البطولات الإقليمية والآسيوية والإفريقية.

في مرحلة بداية السبعينات، كانت الملاعب الخليجية أرضاً خصبة لاستضافة الأشقاء، ومن أبرزها منتخب فلسطين الذي جاء تحت مسمى فريق منتخب الثورة الفلسطينية، ولعب عدة مباريات، أهمها مع منتخب دبي وأيضاً لعب في أبوظبي والشارقة وكان يستعين أحياناً بعدد من لاعبينا المواطنين على رأسهم أحمد عيسى بجانب بعض اللاعبين العرب أمثال نجوم الترسانة المصري مصطفى رياض والكويتي أسد تقي وغيرهما، وقدّم الفريق الشقيق مباريات جدية قياساً بالظروف التي واجهتهم واليوم تطورت الكرة الفلسطينية ووصلت إلى نهائيات كأس الأمم الآسيوية الأخيرة بأستراليا.

■ المنتخب الفلسطيني خلال مباراته الودية مع منتخب شرطة أبوظبي بداية السبعينات

 

كما أنهم يلعبون في نفس مجموعتنا في بتصفيات كأس العالم من هنا أطالب جميع الاتحادات المنضوية في الاتحاد الآسيوي باللعب في فلسطين، وهذا التطبيع الرياضي هو دعم للفلسطينيين بعيداً عن أي معنى سياسي.

إن وجودنا في فلسطين هو دعم للشعب الفلسطيني، وقد سافر العديد من الشخصيات العربية الدولية إلى رام الله وشاهدوا لقاء الأولمبي الفلسطيني ضد بعض الفرق الأجنبية في التصفيات المؤهلة إلى أولمبياد لندن في مباراة تعتبر تاريخية بالنسبة للفلسطينيين، كونها الأولى على أرضهم منذ عام 1934. ولعب المنتخب الفلسطيني آخر مباراة بيتية له على ملعب الشيخ جراح في القدس في عام 1934 ضد المنتخب المصري في الدور التمهيدي لتصفيات كأس العالم وانتهت المباراة حينها 1/4 لمصلحة الأخير.

■ أحد الزملاء المذيعين المواطنين يجري حواراً إذاعياً مع رئيس الوفد الفلسطيني قبل لقاء الفريق بأبوظبي

 

برغم أنف الاحتلال والانقسام حقق المنتخب الفلسطيني إنجازاً غير مسبوق بفوزه وتأهله إلى نهائيات كأس أمم آسيا للمرة الأولى في تاريخ البطولة، التي انطلقت قبل 58 عاماً لقد دافع (المنتخب الفدائي) عن القضية الفلسطينية وفرض على الجميع أن استمعوا بكل تركيز واهتمام إلى النشيد الوطني، وهو يتردد في كل أنحاء آسيا خلال مونديال القارة، أكبر القارات ومن هنا فإننا نذكر أشقاءنا بكل خير.

■ من لقاء الفريق الفلسطيني أمام شرطة أبوظبي عام 74

 

■ من لقاء فلسطين ومنتخب رأس الخيمة وفي الصورة علي الوالي حكماً لهذه المباراة الودية التي خاضها الفريق الشقيق في الدولة وفي الصورة محمد الشرهان «يسار»

 

نعود إلى التواصل معكم في رمضان للعام الخامس، لنستعيد الذكريات التي مرت بها رياضتنا منذ أكثر من خمسين عاماً، وذلك عبر مجموعة من الصور التي لم يسبق نشرها من قبل، وإذا كانت الكلمة مهمة لإلقاء الضوء على الحدث، فإن للصورة بعدها الخاص وقيمتها في توثيق الأحداث، وهي غالباً ما تكون محملة بقصص وحكايات، أبطالها نجوم صالوا وجالوا في الملاعب، ونحن هنا نرتكز على صور تعود بذاكرتنا إلى أيام الزمن الجميل، إيماناً منا بأن الصورة تبقى عالقة في الأذهان، وتزيد قيمتها كلما مرت عليها السنون.