عندما يقف الإنسان مع نفسه، متذكراً ما مضى من عمره، وفيما طواه من صفحات زمانه، فإنه يشعر بأن العمر ينقضي سريعاً، والأيام تجري، فقد لفت انتباهي يوم أمس، صفحتان إعلانيتان، تهنئة من سمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة بن زايد آل نهيان مستشار صاحب السمو رئيس الدولة، يهنئ فيها رئيس وأعضاء مجلس إدارة اتحاد الفروسية الجديد، في لفتة طيبة، تؤكد النبع الأصيل الذي تربى في حضن والده، الله يطول في عمره، ويعطيه الصحة والعافية، ومن عادتي أن أبدأ بقراءة الصحف المحلية، ومروراً على العناوين، قبل أن أقف وأتعمق في صفحات الرياضة.
حيث أُقلب الصفحات، وأشاهد هذا الإعلان الكبير، والذي يؤكد المعنى السامي للرياضة وأصولها، فهذه المرة الأولى في تاريخ الرياضة الإماراتية، يخرج رئيس اتحاد رياضي، برغم أن مدة المجلس باقية حتى نهاية الدورة الأولمبية المقبلة، يبارك لزملائه، في بادرة طيبة، تعني الكثير لنا، ولكل من له علاقة بالاتحادات الرياضية، فالكرسي مهما كانت مكانته، ليس حكراً على أحد، وأهمية التدوير ضرورة هامة في مسار الحياة عامة، والرياضة على وجه الخصوص، فيا له من موقف أعجبني وشدني لأن أخصص مقالتي اليوم عن ابن الرئيس، حفظه الله.
هذه الواقعية تحسب له، في ضوء عشقه للرياضة والفروسية، ولولا قناعته وصدقه مع نفسه، لما فكر في مثل هذه المبادرة، فالتهنئة خاصة وصادقة، أعتبرها غير كل التهاني، فالصراحة مطلوبة في قياداتنا الرياضية، التي يجب أن تتعامل مع مثل هذه المواقف بكل وضوح ورؤية صادقة، لأن مسيرتنا الرياضية، تتطلب منا أن نتوقف مع الذات، ونكون صادقين مع أنفسنا، فمن لا يجد وقتاً كافياً، وتمنعه ظروفه المختلفة، عليه أن يبادر ويعطي المجال والفرصة لغيره، فهناك العديد من رؤساء الاتحادات وأعضاء مجالس الاتحادات، ليس لديهم الوقت الكافي للوجود المستمر ومتابعة أنشطة هذه الهيئات الرياضية، ومع ذلك، نجدهم باقين لا يحركون ساكناً، وأمور الاتحادات تسير من دون معرفتهم، لهذا، فإن إعادة النظر مطلوبة، وهذه مسؤولية الوزارة في بحث وحصر كل هذه المشكلات التي تواجه الاتحادات، التي تعتبر العصب الرئيس لتغذية منتخباتنا الوطنية.
ونحن على أعتاب دورة جديدة، طموحاتنا كبيرة نحو المستقبل، ولا بد أن نفرق بين الطموح والواقع، حتى نستطيع أن نتجاوز »العلة«، وأن نسابق الزمن نحو التطوير، وأن ندرك أهمية المرحلة الجديدة في مسيرة الحركة الرياضية، إذا كنا نريد تحقيق النجاحات على الصعيدين الفني والإداري، فالاستقرار مطلب أساسي في بناء ثورة رياضية تصحيحية تحقق هدفنا، وأدعوكم للاطلاع على إعلان تهنئة سلطان بن خليفة بن زايد، جميل وطيب ومريح للنفس، وإن كان لي معلومة أعرفها تتعلق بمدة التشكيل الجديد لاتحاد الفروسية، لمدة أربع سنوات، وفقاً للميثاق الأولمبي.
حيث يفترض أن يعين المجلس الجديد، حتى انتهاء الدورة الحالية، ومن ثم يتم إعادة تعيينهم مرة أخرى بعد الدورة الأولمبية لأربع سنوات أخرى، بحيث يتم تجديدهم للاستمرار، وفقاً للأنظمة، لا أدري هل تغيرت القوانين الدولية، يعين اتحاد لمدة أربع سنوات!!.. عموماً، نتمنى للاتحاد الجديد، التوفيق، برئاسة البطل الفارس الشاب الشيخ شخبوط بن نهيان بن مبارك، فهو قبل أن يكون من الأسرة الحاكمة، نشأ في بيت رياضي قديم، حيث كان جده، طيب الله ثراه، أول رئيس للاتحاد الرياضي العام في أبوظبي، في مايو عام 71، وبعدها أول رئيس لاتحاد الكرة بالدولة، تمنياتي بأن يوفق اتحاد الفروسية الجديد، ويواصل من نجاح إلى نجاح، في ظل التطور الكبير، والذي وصلت إليه رياضة الفروسية محلياً وعالمياً.. والله من وراء القصد.