إلغاء الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، الازدواجية في المناصب الرياضية، يؤكد أن الرياضة عندنا، كانت تعيش في هرمها المقلوب الفترة الماضية، ولكن مع هذا الزمن، أصبحت الازدواجية في فترة ما، ضرورة، لأننا كنا نعاني بعض القصور الإداري، ولكن للأسف، استغلها البعض لصالحه ولناديه، أو الجهة التي ينتمي لها.

ولهذا، اتخذ هذا القرار المهم، والذي جاء متأخراً، برغم أن الازدواجية ظهرت في الدورة الماضية، ليس على المستوى الرياضي فقط، حتى هوية مجلس إدارة الهيئة العامة والمسؤولة عن القطاع الشبابي، هناك أعضاء منتمون ويتولون مناصب أخرى.

بالإضافة إلى أعضاء تربطهم أعمال وظيفية تنفيذية أخرى، فليس للازدواجية عمر افتراضي، فهي تتغير مع متطلبات المرحلة، وإن كنت أؤمن بتفرغ العضو المنتمي لأي هيئة رياضية كانت أو غيرها، وبدلاً من تشتت أفكاره وجهده، فمثلاً، لا يجوز من يتولى الإشراف على أي منتخب وطني، يكون مشرفاً للعبة في ناديه، وهذا خطأ جسيم، أليس كذلك لا بد أن يوقف فوراً!!.

واليوم الوضع تغير، علينا أن نتقبل هذا التغيير الذي جاء للمصلحة العامة، والرياضة الإماراتية تطالب هؤلاء (السوبرمانات) التوقف، بل ندعوهم إلى أن يرحموا أنفسهم بعدم الازدواجية، وكفاية ازدواجيات!!.

استقبلت الساحة الرياضية يوم أمس، الإعلان الرسمي لترشيحات اتحاد الكرة، وفتح باب الانتخابات لمجلس الإدارة لدورة جديدة، عمرها أربع سنوات، ليعيد المجلس ترتيب البيت، لكي يستطيع مواجهة التحديات القادمة، كونه المسؤول الأول عن نجاح وازدهار اللعبة.

لكي يكون على أتم الاستعداد، من خلال تطوير المنهج الفكري الإداري، من خلال منظومة العمل، مع تمنياتي للمترشحين بالنجاح والتوفيق، وأقول، ليس مهماً من يفوز، المهم من يخدم الرياضة الإماراتية، فالتخصصات التي تتطلبها متغيرات عصر اليوم، وهي واحدة، من أهم الأمنيات، أن نرى المجلس يضم نوعيات وتخصصات متنوعة تخدم اللعبة وواقعها.

نحن بحاجة إلى فكر جديد، يتماشى مع الوضع العالمي للعبة، كوننا جزءاً منها، بل نؤثر فيها، وبالتأكيد، قرأتم في الآونة الأخيرة عن الإحصاءات والأرقام المالية التي كشفتها المواقع العالمية و«الفيفا»، ومدى ارتباطنا الكروي بما نصرفه من أموال على اللعبة، بسبب النقلة النوعية التي طرأت على هوية الكرة الإماراتية، من حيث الدعم والاهتمام الذي تلقاه من أعلى سلطة، فلا نريد مجلساً ضعيفاً، بل نريد مجلساً يتمتع بقوة في الفكر الإداري!

المرحلة القادمة، بحاجة إلى تثقيف الرأي العام، وعدم خداعه حتى تسير أمورنا (صح)، وأرى من الضرورة أن نسرع في المساهمة القوية والتقدم لكل من يرى نفسه قادراً، ولا يقلق ولا يخاف، لنضع جميعاً هدفنا، في اتجاه لعبة كرة القدم، التي تصرف عليها الدولة مئات الملايين، وإرساء القواعد الصحيحة، عبر ترشيحاتكم للأفضل، والأنسب، وليس للأقرب وللأحب.

فالأمانة الآن في رقبتكم، وتحمل مسؤولية الكرة الإماراتية همنا وهدفنا جميعاً، وأن نرى استقرار المؤسسة الكروية مستقبلاً، فهي واحدة من أهم القضايا التي تشغلنا، كونها تمثل قمة الهرم الكروي.

وقد كشفت الفترة السابقة عن ابتعاد القاعدة (الأندية) عن الاتحاد لبعض الوقت، فاستقرار النظام الإداري، وفق مجموعة متوافقة مطلب حيوي، فلا يعقل أن تتولى مجموعة أو فئة العمل، وتحتكره وتضرب بآراء الآخرين عرض الحائط، وللأسف، هذا ليس في اتحاد الكرة، بل في جميع مؤسساتنا الرياضية..

والله من وراء القصد.