■ لا شك في أننا نشعر براحة نفسية، بمعني الرياضة والإنسانية، التي رأيناها بالأمس، في كل قطاعات الرياضة، بتعدد الأنشطة والتنافس بين جهات التنظيم، بمناسبة اليوم الرياضي الوطني، الذي يتزامن مع احتفالات دول مجلس التعاون الشقيقة، فهو شهر الرياضة عندنا، وكلها كانت مبادرات رائعة تعني الكثير من الجوانب الاجتماعية، وتزيد من الترابط والمحبة.
وتقلل من التوتر والضغط النفسي والشحن والعنف، الذي وجدناه طوال الفترة الماضية، حول بعض القضايا الرياضية، التي حولت الساحة إلى مشاحنات ومهاترات، وصلت للأسف إلى الإعلام، وعلى الهواء مباشرة!
*ونحن إذ نحتفل بمثل هذه المناسبات الوطنية، لماذا نسينا رواد الحركة الرياضية بالدولة من القيادات والمؤسسين والإداريين والحكام واللاعبين والمدربين والإعلاميين وغيرهم؟ لماذا لم نر جهة واحدة تذكرهم، وقد أعجبتني مبادرة لجنة دوري المحترفين لكرة القدم، بتكريم القدامى ،خلال مباراتين في الجولات الماضية..
وفي الدوحة، أقام مركز قطر للتراث والهوية، بالتعاون مع الاتحاد القطري لكرة القدم، ولجنة قدامى اللاعبين، حفلاً لتكريم رواد الرياضة القطرية، وكانت مبادرة وفاء، لمن قدموا عطاء غير محدود للرياضة القطرية، وشمل التكريم 100 شخصية رياضية من المسؤولين واللاعبين السابقين.
■ ونحن لدينا من الذين وضعوا لبنة الرياضة في بلادنا، وأسهموا في نهضتها، وتطورها على مر التاريخ، ومثل هذه المبادرات ستحظى بإشادة الجميع، ومناسبة تتزامن مع احتفالات الدولة باليوم الرياضي، خاصة أن المجال الرياضي، هو أحد أهم جوانب التنمية البشرية..
ومن هنا عبر هذا المنبر، أقترح أن تتبنى جهة الفكرة في إقامة هذا التكريم، بالتعاون والتنسيق مع عدد من الجهات، على مستوى الدولة، صحيح أن هناك بعض المبادرات أقامها مجلس دبي الرياضي منذ سنوات، ولكننا نريدها ضمن احتفالاتنا باليوم الرياضي، ويكون العدد أكبر وأشمل، من أجل توثيق التاريخ الاجتماعي للدولة، فمثل هذا الحفل يعزز مفاهيم البناء والتطور والوفاء، لمن أعطى، والشكر لجميع المؤسسات والوزارات، التي تعاقبت في تولي مهمة الشأن الرياضي، ومثل هذه الخطوة كانت مهمة لتكريم الرواد.
■ لقد تعودنا وللأسف الشديد، أن نذكر الحاضر، وننسى الماضي، وفي مناسبات التكريم، يجب أن يكون التركيز على جيل التأسيس، من الذين بنوا الرياضة من نقطة الصفر، لأن في الماضي مر علينا العديد من الصعوبات، في ظل قلة النواحي المادية، وكذلك المنشآت والملاعب، وهؤلاء بالفعل نحتوا في الصخر حتى تكون للرياضة الإماراتية شأن في المستقبل، نعم لم تكن هناك بنية تحتية أيام زمان.
كما يشاهد الجميع اليوم، وأعود فأدعو إلى استغلال هذا اليوم التاريخي للاحتفال أيضاً بالرواد ورد الجميل، ويكون ذلك امتداداً مجتمعياً في السنوات المقبلة، ودولتنا لم تنس من أعطى للوطن في كل المجالات، وأقل شيء أن نكرم الأسماء التي رحلت، وقدمت عطاء كبيراً، تقديراً لتاريخهم الحافل بالعطاء، ونكرم الباقين أيضاً ممن هم على قيد الحياة، أطال الله في أعمارهم، وستكون تلك بادرة طيبة تسعدهم، وهم أحياء، يستعيدون معها شريط ذكريات الماضي الجميل.. والله من وراء القصد.