الرياضة الإماراتية لها احترامها لدى الأوساط القارية والدولية، فقد حصلنا على منصب قاري جديد، بفوز أسامة الشعفار لرئاسة الاتحاد الآسيوي للدراجات، التي جرت في مملكة البحرين، أول من أمس، بعد صراع ثلاثي انتهى مع المنافس التايلندي، نتج عن فوز ابن الإمارات، والذي سبق له الفوز بمنصب رئاسة الاتحاد الآسيوي لبناء الأجسام، في تحد جديد للعبة، التي بدأت تنتشر على المستوى الدولي، حيث نجحت الإمارات في أن تسجل الطوافات الدولية الثلاثة في أجندة الاتحاد الدولي، ما يزيد من أهمية ومكانة هذه الرياضة الفردية الأولمبية.
أسامة شاب طموح لديه الاستعداد والرغبة وحب للرياضة وتشجيع ممارسيها، تعلم ذلك من أسرته، فهو نجل رجل الأعمال المعروف أحمد الشفعار أحد كبار أقطاب نادي الوصل، ولم يأت هذا النجاح إلا بعد اتصالات ناجحة على مستوى الأفراد، والمؤسسات الرياضية، محلياً كالهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية الوطنية، التي رشحته بكتاب رسمي، وأيدته لدى الأسرة القارية.
لا شك في أن فوزه بالانتخابات هو انتصار للرياضة العربية عامة، حيث يضم الاتحاد الجديد أربعة أعضاء من العرب، وهو أيضاً انتصار للرياضة الإماراتية، خاصة للألعاب الفردية، بعد أن حققنا العديد من المناصب القارية، منها بقية الاتحادات الفردية كونها تأكيداً على مكانتنا.
والشعفار منذ انضمامه لعضوية الأسرة الرياضية أصبح شاباً طموحاً لا يعرف اليأس، وشكل مع زملائه فريقاً، وتحقق في عهده العديد من البطولات، أبرزها فضية آسيا الأخيرة.
واجهتنا أزمة بعد أن تنافس اثنان من أبناء الوطن هما الشيخ فيصل بن حميد والشعفار، حيث أصر الاثنان على الدخول لكرسيّ «الرئيس»، أتمنى ألا نراها مرة أخرى في أي رياضة من الرياضات، لأنها ظاهرة لم تكن جيدة، ورفضها المجتمع بالكامل، وأن نتعلم من هذا الدرس كيف نخدم أبناءنا ولا نقف ضد بعضنا البعض.
فإشكالية الاختلاف في الرأي داخل مجتمعنا تشكل حالة عالية من الصراع بين أطراف الاختلاف، فما بالك في مجتمع رياضي متغير بسرعة، لأن هذا المجتمع يتسم بالحيوية العمرية لكثرة الشباب، وكثرة شبكات التواصل، التي قد تثير الأزمات والعتب والزعل والخلاف.
يسعدنا أن يتبوأ شبابنا في أي موقع سواء خليجي أو عربي أو دولي، وهنا يدعوني التذكير بلجنة الدعم، التي سبق أن تبنتها اللجنة الأولمبية قبل سنوات، فهل نحييها أم نتركها للمناسبات!
وجود أبناء الدولة في هذه المناصب القارية شهادة نجاح لكل الرياضيين العرب أولاً، وثانياً للإمارات، وهو إنجاز ومكسب يؤكد المكانة البارزة، التي يتمتع بها أبناؤنا، نظراً للثقة، التي نحظى بها إدارياً وفنياً وإعلامياً، ووجود ممثل لنا في مثل هذه الهيئات القارية، يجب أن ندعمه ونسانده، لأن الرياضة أصبحت اليوم مجموعة من العلاقات، لها دورها المؤثر في كثير من القضايا الدولية.. والله من وراء القصد.