أيام المؤسس 16

لم يتوقف تشريف المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، نهائيات بطولة كأس صاحب السمو رئيس الدولة، عند النسخة الثانية فقط التي فاز بلقبها الأهلي عام 1976، إنما كان هناك موعد ثانٍ حرص فيه على التواجد بالملعب ومشاهدة المباراة النهائية التي أقيمت على ستاد نادي الإمارات بأبوظبي (الجزيرة الحالي) قبل التحديث موسم 1978 -1979.

وجمعت بين فريقين جديدين هذه المباراة وهما الشارقة والعين. أقيمت البطولة الكأس بنفس نظامها السابق وهو خروج المغلوب.

ولكن بوصلة اللقب اتجهت هذه المرة صوب مدينة الشارقة في الإمارة الباسمة وتوج فريق الشارقة بطلا لكأس رئيس الدولة بعد تغلبه في المباراة النهائية على فريق العين بركلات الترجيح لتكون النسخة الثانية التي يحسم فيها اللقب بركلات الترجيح للعام الثاني على التوالي. انتهى زمن المباراة الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي 2- 2 .

واحتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح من نقطة الجزاء، ونجح الشارقة في حسم النتيجة لمصلحته بالفوز بنتيجة 3- صفر، ليتوج بكأس البطولة للمرة الأولى، وتوج المغفور له بإذن الله الشيخ زايد لاعبي الشارقة بالميداليات الذهبية، وفريق العين بالميداليات الفضية، قبل أن يسلم يوسف محمد كابتن فريق الشارقة الكأس الغالية.

الأزرق طاغٍ

المرة الثالثة التي يشرف فيها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بالحضور كانت في موسم 1985، حيث كان اللون «الأزرق» طاغياً على منصات التتويج في هذا الموسم، ونجح فريق النصر في إحراز ثاني ألقابه، وتوج بكأس رئيس الدولة للمرة الثانية على التوالي تحت قيادة البرازيلي لابولا، وتغلب في المباراة النهائية على فريق الوصل بنتيجة 2-1 ليحقق «النصراوية» لقبهم الرابع في موسم واحد.

وليكون ذلك الموسم هو موسم السعد الأزرق، وللمرة الثالثة قام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، بتسليم قائد فريق النصر الكأس الغالية في مدينة زايد الرياضية بأبوظبي. موسماً بعد الآخر وأصبح التأهل إلى نهائي بطولة كأس رئيس الدولة، حلماً يراود كل «أنديتنا» أملا في نيل شرف مصافحة صاحب السمو رئيس الدولة.

والتكرم بتسلم الكأس منه، ونجحت العديد من الأندية في تحقيق هذا الحلم، حيث كانت الفرحة عامرة في كل مرة يحضر فيها القائد بين أبناء الوطن بما يؤكد إيمانه العميق بأهمية مشاركة أبناء الوطن الواحد اهتماماتهم، خاصة الحركة الرياضية باعتبارها من القطاعات المهمة في مسيرة التنمية.

ملاعب رياضية

تغيرت معالم قطاع الشباب والرياضة في الدولة في ظل رعاية حكيم العرب لأبنائه عبر إنشاء ملاعب رياضية حديثة في مختلف إمارات الدولة، وزيادة مساحتها فأصبحت منشآتنا الرياضية مفخرة ويكفي أن مدينة زايد الرياضية هي واحدة من مكارم القائد لأبنائه الرياضيين.

كما كان الفقيد الغالي حريصاً على أهمية قيام الإنسان بدوره وتفاعله مع المجتمع فأصبح يركز على هذا الجانب الأساسي في تكوين الشخصية لكل أبناء وطننا فكان دائماً يؤكد أن بناء الإنسان المواطن الصالح الذي يخدم أمته ووطنه وفق تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف هي من أولويات الدولة.

هو لم يكن رئيساً للدولة فقط وإنما كان الإنسان بكل ما تحمله الكلمة من معنى، قائداً ومعلماً تخرج في مدرسته الآلاف من شباب الدولة الذين أصبحوا اليوم البذرة الحقيقية لدفع مسيرة العمل الاتحادي لبناء حياة سعيدة ومستقبل أفضل لشعب الإمارات.

ذلك لأنه كان يثق في أن الشباب هم ثروة هذا الوطن فأوجد لهم كل الإمكانات من أجل إبراز المواهب والقدرات فاهتم بقطاع الشباب والرياضة منذ أن تولى رئاسة الدولة فأصبحت قطاعات الشباب والرياضة واحداً من اهتماماته على اعتبار أن ممارسة الرياضة في جميع دول العالم تستقطب اهتمامات القادة السياسيين.

نتائج مشرفة

كما حرص المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان «طيب الله ثراه» على مضاعفة موازنة مشاركتنا في الدورات الرياضية العربية، إيمانا منه بضرورة وأهمية التواصل بين الشباب العربي، كما كان حريصاً على أن تعطى الفرصة للمنتخبات القادرة على تحقيق النتائج المشرفة ورفع علم الدولة خفاقا في كل المحافل الرياضية العربية والقارية والعالمية.

وأخيرا.. حرصنا خلال هذا الجزء الهام من مسيرة التوثيق الرياضي على التوقف عند الدعم الذي قدمه «قائدنا، الأب والمعلم الشيخ زايد، لهذه المسيرة الخيرة خاصة انه كان حريصا ورغم مشاغله الكثيرة على متابعة الشباب وطموحاتهم وأنشطتهم وله أياد بيضاء كثيرة على الرياضة والرياضيين سواء في داخل الدولة أو خارجها، فكان لا بد أن نوثق بعضاً من هذه المشاهد التاريخية.