صفقت الجماهير للهلال السعودي بعد أداء ممتع قدمه في العاصمة أبوظبي؛ ليتوج بطلاً حقيقياً بعد فوزين مستحقين تألق فيهما لاعبو الفريق كمجموعة واحدة، ضاربين الأرقام القياسية، فلم يعد فريقاً خليجياً أو عربياً، بل ربما يصل إلى مستوى لا يقل عن أكبر الفرق الأوروبية.. فريق ثقيل بسبب اللعب الحديث الذي يقدمه هذا الموسم، فهو بالفعل فرقة موسيقية تعزف أحلى الألحان على المستطيل الأخضر، فالمجموعة الحالية أطربت الجماهير في كل مكان، وهذا ما رددوه وأكدوه بأنه «لا كعب يعلو على كعب الزعيم»، وهم يشاهدون الفريق العالمي يبدع ويمتع ويدك شباك العميد برباعية، وكان بالإمكان إضافة أهداف أخرى، وكان يلعب بنفس الروح العالية وبلياقة بدنية عالية، حيث تتواصل صورته الجميلة حتى نهاية المباراة، وأشعرونا بأن الفريق قطار سريع لا يتوقف، ونجح بأن يتوّج نفسه بطلاً لكأس السوبر السعودي للمرة الرابعة، رفع بها رصيد بطولاته إلى الرقم 67، وارتفعت حصيلته في سلسلة انتصاراته التاريخية المتتالية وأصبحت 34 انتصاراً في رقم غير مسبوق على مستوى العالم كروياً، فمن يستطيع أن يلحق بالفريق الذي زاد من إعجابي به، لما يقدمه من أداء راق وحديث فيه كل فنون الكرة، وأجبرنا على احترامه وتتويجه بأولى بطولات الموسم الرسمية.
وهو الانتصار السادس للزعيم العالمي على العميد في هذا الموسم، بعد فوزه في البطولة العربية، ثم في الدوري ذهاباً وإياباً، ثم في ربع نهائي دوري أبطال آسيا ذهاباً وإياباً، وأخيراً في كأس السوبر، وبقيت لهما مواجهة جديدة في نصف نهائي كأس الملك الدرعية وأطلق على نسخة 2024 مسمى كأس الدرعية للسوبر السعودي، بعدما وقّع الاتحاد السعودي للكرة بصفته الشريك التسويقي اتفاقية مع هيئة تطوير بوابة الدرعية.
وبدورنا سعدنا وبالفعل كانت أيامنا أعياداً كروية.. استمتعنا بالفرق الشقيقة، وأكدنا أننا قادرون على استضافة كبرى الأحداث الرياضية، وعشنا لحظات «عيد»، وساعد على ذلك جهات راعية وداعمة.. هذه بداية الطريق نحو تشكيل رؤية استراتيجية خليجية لما تمثل دولنا من نفوذ وقوة اقتصادية تنعكس على الرياضة وكرة القدم، خاصة لما لها من تأثيرات واضحة.. والله من وراء القصد.