حقق الصينيون نتائج مبهرة خلال أولمبياد باريس الحالي، مؤكدين للعالم أنهم الأجدر بالمركز الأول، وجاء ذلك نتيجة التخطيط منذ عشرات السنين، كان تخطيط الصين الحصول على شرف تنظيم أولمبياد 2008 وإبهار العالم بالتنظيم والنتائج في الوقت نفسه، كانوا يسعون لضرب عصفورين بحجر، الأول الإبهار التنظيمي، والثاني إلغاء الاحتكار الأمريكي لمنصات التتويج، وهذا ما نراه من تفوق واضح للأبطال الصينيين الذين تم إعدادهم وفق أسلوب علمي، فالصينيون شطار وأذكياء، بعد نجاحاتهم أعتقد أنهم يفكرون الآن بنشر الثقافة الصينية لتعم العالم وليس فقط منطقة شرق آسيا التي يسيطرون عليها بلا منافس.. إنهم يوسعون دائرة التفوق بأسلوبهم وبطريقتهم المدهشة التي تحترم وتقدر من كل المتابعين والمراقبين، فقد لاحظنا أن منافسيهم يتواجدون بشكل دائم في متابعة الوفد الصيني المشارك بمنافسات باريس، حيث يتنقلون من ملعب إلى آخر لمتابعة أبطال الصين والتعلم منهم!
انشغل الكتاب والرأي العام العربي بكرة القدم، فمن وجهة نظري وبصراحة ليس لدينا ثقافة الأولمبياد، حيث تناسينا النتائج المحزنة للعرب باستثناء ذهبية الجزائر وميداليات يتيمة أخرى، فلا مكان في الأولمبياد للمنتخبات التي تستعد قبل شهر أو شهرين أو ثلاثة، فهذه قمة الهرم الرياضي الفوز فيها ليس سهلاً.. إذن لماذا الغضب العربي مع العلم أن النتائج معروفة مسبقاً، فليس هناك مقارنة بين الرياضة العربية الهاوية وبين الاحتراف بمعناه الصحيح وليس (الشو)، فالرياضة المحترفة فعلاً لا تعرف إلا شيئاً واحداً فقط هو التخطيط والعمل والدراسة والمتابعة والتقييم أولاً بأول.. فالتقاليد الأولمبية تنص عندما يخسر الفريق أو اللاعب يغادر الدورة مباشرة لأنه بمثابة العقوبة من اللجنة الدولية.. بينما نحن العرب نصر على البقاء حتى نهاية الدورة، وليتنا نتعلم من ذلك بل نعود في معظم الأوقات بلا جديد.
ما حدث في الألعاب الأولمبية ضربة قوية للرياضة العربية.. فالمحصلة في النهاية عدد محدود من الميداليات! نقولها صباح الخير يا عرب.