ودّع الوسط الرياضي في بلادنا الخميس الماضي واحداً من أبرز نجوم السباقات البحرية وبطلاً لا يشق له غبار ليس على الساحة المحلية أو الإقليمية بل العالمية..
إنه فقيد الرياضات البحرية البطل العالمي أحمد علي جابر راشد الهاملي صاحب المشوار الحافل والعطاء الطويل والإنجازات الرائعة والتي سطرها بأحرف من نور من خلال تمثيله دولة الإمارات مع العديد من الفرق وفي العديد من البطولات مع فريقه وبيته الأول نادي أبوظبي للسباقات البحرية وفريق فيكتوري تيم.
ورغم أنني كنت متابعاً لتغطية الرياضات البحرية في بداية انطلاقاتها إلا أنني في الآونة الأخيرة لم أتابع الرياضات البحرية بصورة دائمة، لكن اسم أحمد ظل يتردد دائماً كلما ذكرت سباقات الزوارق السريعة العالمية، واستعنت بمعلومات عنه من زملاء مهنة تخصصهم الرياضات البحرية.
فنقلوا إليّ إنه كان كثير العطاء مع فريق أبوظبي في حله وترحاله خلال سباقات زوارق فورمولا 1 التي لم يتوقف عنها يوماً إلا بسبب عارض مرضي، ورغم ذلك برز كمنافس في جميع الفئات العالمية، فشارك أيضاً في بطولة العالم للزوارق السريعة وغيرها.
كان الفقيد شغوفاً بالرياضات البحرية، فتدرج مع فئاتها ومارسها جميعها بلا استثناء، لكنه برز كبطل للقوارب الخشبية السريعة قبل توقف البطولة، وشارك بفعالية خلال سباقات السفن والقوارب الشراعية المحلية بمختلف فئاتها مع كوكبة من زملائه والأصدقاء، كما أنه برع في مهارات صيد الأسماك، لكن الملفت في حياة فقيدنا أنه حرص على عدم التوقف رغم ظروف المرض.
وأكد أنه لا يشكل عائقاً أمام الطموح فخرج في منتصف العقد الماضي بفكرة تأسيس فريق لسباقات الزوارق السريعة معتمداً على جهوده الشخصية واختار له اسم (الإمارات) ليكون وقتها ميلاد فريق قوي استطاع ومن أول موسم أن يفوز بأولى الجولات محلقاً في سماء الإنجازات.
هذا قليل مما تابعناه وسمعنا عن فقيدنا من عطاءات تستحق أن تخلد بها ذكرى هذا البطل الرياضي الذي تحامل على ألمه ومعاناته وظل مشاركاً في كل المحافل ليبني إنجازات وترك بصمة لا تنسى، وقد لمسنا مسحة الحزن التي رافقت رحيله من أسرة الرياضات البحرية العالمية التي قدمت تعازيها لأهله وأسرته وزملائه وأصدقائه مما يعكس المكانة التي احتلها بين الجميع، مخلداً مسيرة مليئة بالدروس وروح الإصرار، يستحق بها أن يكرم حتى بعد رحيله.
تغمد الله فقيدنا أحمد علي جابر راشد الهاملي وأسكنه فسيح جناته.