أسلوب العمل في مجالس إدارات الأندية، يحتاج إلى ثورة حقيقية، لإعادة النظر في سياساتها، فبعد أن كانت منتظمة في فترة زمنية سابقة، أصبحت الآن تسودها المجاملات والصداقات، وكلها عوامل تؤثر في مصداقية العمل التنظيمي، بحيث تصبح العملية مركزية، وتعتمد على القرارات الإدارية الفردية، دون اللجوء إلى جماعية القرار، وبالتالي، انعكاس هذه الظاهرة الخطيرة على مسيرة الرياضة الإماراتية، خاصة عندما يبدأ «الخراب» من الأساس، وهي الأندية التي تعتبر القاعدة الحقيقية للرياضة عامة، وهي الجانب الأكثر أهمية، كونها القاعدة «الأم» للرياضة، فالتركيز يجب ألا يشمل فقط كرة القدم، لأن الرياضة لم تعد كرة فقط، فهناك المئات من الرياضيين، هم بحاجة ماسة إلى عناية واهتمام.
هذه الظاهرة السلبية شعرنا بها، وهي لافتة للنظر، ونمر بها، فإذن مشكلتنا واحدة، وهي ضرورة خروج إدارات الأندية إلى العمل الميداني، والبحث عن القصور والخلل الذي يخدم اللعبة والمنتخبات الوطنية، بدلاً من التركيز الكلي على المسابقات المحلية والفوز بها، ناسين أهم قضية تخصنا جميعاً، وهي المصلحة العامة، أليست هذه القضية جديرة بالاهتمام والتنبيه، وأحمّل إدارات الأندية مسؤولية الإخفاقات التي تعاني منها الكرة الإماراتية، وهذه مؤشرات خطيرة، لا بد أن نعالجها، وأن يعي المسؤولون في الأندية أهمية تغيير المفهوم الضيق لديها، والانفتاح بدلاً من «التقوقع» على نفسها، ويجب أن نعايش ونسارع نحو الانفتاح، بدلاً من الانغلاق الإداري، لكي نعرف أين نحن الآن، بعد هذه المدة الطويلة من عمر رياضتنا، فالساحة تترقب التطورات والتغييرات المرتقبة، العمل فيها مفقود، ولا يوجد شيء يسمى العمل الجماعي أو المؤسسي، فلهذا نجد الخراب! كما أن الفجوة بينها وبين بعض المؤسسات التي تعنيها، مجرد أوراق يتبادلونها في ما بينهم، الأمر بحاجة إلى سياسة جديدة، نقود بها القاعدة إلى الطريق الصحيح، بدلاً من التفكير فقط في دوري الكرة.. أقولها صراحة «حرام» ما يحدث، وأسأل السادة أعضاء المجالس، هل نزلتم وشاهدتم الملاعب ميدانياً، على الأقل في الأندية، لتكشفوا مدى الخراب.. الأهم الآن، تصحيح مسارنا بالوصول للقرارات بدراسة متأنية واضحة، لبناء مستقبل مشرق لرياضتنا، وإلا فقد يكون الندم حليفاً للقرارات غير المدروسة، يوم لا ينفع الندم! والله من وراء القصد