تلقيت تعقيباً من العميد حسن إبراهيم رئيس نادي الإمارات السابق، وأحد الشخصيات الرياضية المثقفة، قائلاً: «إن كرة القدم ليست لها علاقة بسلوكياتنا الطائشة، فالمجتمعات المتحضرة تستمتع بمشاهدة الكرة، وتقبل الهزيمة، مثل ما تفرح بالانتصار، فتذهب الأسرة، كباراً وصغاراً، لمشاهدة المباريات في الملاعب، خاصة في أيام نهاية الأسبوع، أما عندنا في الدول العربية، فالموضوع مختلف».

والموضوع الذي تطرقت له، مرتبط أساساً بالثقافة، فثقافة أي مجتمع، هي التي تحدد سلوك الأفراد فيه، للأسف نحن في البلدان العربية ابتلينا بثقافة فيها الكثير من الكوابح التي تعيق تحضرنا وتقدمنا، وتجعلنا لا نقبل الآخر، وبالتالي، لا نقبل الهزيمة، حتى ولو كنا سيئين على الملعب، وكان خصمنا أكثر تنظيماً واستعداداً للمباراة، وذلك يرجع عندنا للأنا الزائفة، حسب تعريف علماء النفس لها، ونعتقد أننا دائماً الأفضل، وفي جميع الحالات لا بد أن يكون الفوز من نصيبنا، حتى وإن كان الطرف الآخر أفضل منا، فإذا أردنا كبح جماح الطيش في ملاعبنا، يجب علينا أن نشتغل بالثقافة من أجل تغيير سلوكياتنا والارتقاء بها، وعدم تقبل الآخر وغيرها من غرائز النفس الضارة، والتي تتحكم في انفعالاتنا، وقد انتبه جيل العقود الماضية لأهمية الثقافة، فكانت أنديتنا ثقافية رياضية، والثقافة تسبق الرياضة في مسميات أنديتنا، وذلك لأن الأندية كانت فيها أنشطة ثقافية، ولجان ثقافية، ومجلات ثقافية شهرية، تصدر من النادي، من أجل مواكبة الثقافة للنشاط الرياضي، أما المعالجات والتدخلات الظرفية أو الوقتية، فهي لا تخدم هذه القضية، لأننا لم نعالجها بشكل جذري.

ويوضح عبدالرحمن أحد نجوم كرة الطائرة في زمنها الجميل السبب: «في الحقيقة، تلك التصرفات وغيرها، تقع مسؤولياتها على مجالس الإدارات ومديري الفرق واللاعبين، ومِن مًن يتم تسميتهم بالمحللين الرياضيين، وهنا، ومن خلال الفئات التي ذكرتها أعلاه، لا أعني الجميع، وإنما الغالبية العظمى منهم». والله من وراء القصد