تعثرت فرقنا في بطولتي آسيا لكرة القدم، حيث خسر العين بالخمسة أمام النصر السعودي بالرياض ببطولة النخبة، فيما خسر الشارقة بالثلاثة أمام سابهان الإيراني بالدوحة في دوري أبطال آسيا 2، وكان واضحاً أن فرقنا غير قادرة على الفوز، على الرغم من إشراكها لعدد كبير من اللاعبين غير المواطنين، وهذا يعكس حالة طبيعية، لأن مستوى المنافسين كان أفضل من الناحية الفنية والمهارية والبدنية، ولا علاقة للمدربين في هذه الخسارة، فهم تأتيهم أسماء اللاعبين والقوائم جاهزة، دون أن يكون لهم دور أو رأي، وربما قد يسألون في بعض الأحيان.
ومن الواضح أن اختيارات اللاعبين تتم وفق معرفة وكلاء اللاعبين، وهذه نقطة ضعف في إدارات الأندية، في ما يخص التعامل مع التعاقدات، والتي تتم عن طريق أشرطة الفيديو، وبالتالي، ينتفي الدور الأساسي الذي يفترض أن يلعبه المدربون في الاختيارات، سواء كان لاعباً أجنبياً أو مقيماً، وهنا مربط الفرس، لأن مشاركة هؤلاء بهذا العدد الكبير، سوف يضر بالكرة الإماراتية، كما كتبنا وقلنا ورددنا مراراً وتكراراً، ولا أدري لماذا هذا الإصرار والتمسك بقناعات لا تخدم واقعنا الكروي، بل تنعكس سلباً، وتؤثر في المستوى العام للمنتخب الوطني الأول، فالأصوات التي نسمعها ونقرأ لها في السوشيال ميديا، هي أصوات عاطفية، تركز على جانب الفوز والخسارة وقتياً.
في كرة القدم تلعب عدة عوامل أدواراً رئيسة في تطور الأداء والتكتيك والأساليب، فمن ينكر سمعة المدربين الكبيرين، الأرجنتيني هيرنان كريسبو مدرب العين، والروماني أولاريو كوزمين مدرب الشارقة، ولذلك ينبغي أن نعيد النظر في أمر التعاقدات السريعة واليومية، لأنها تأتي باللاعب الجاهز، دون دراسة ومعرفة حاجة الفريق له، وأتمنى أن نعود إلى الصواب، ونعود إلى الوضع الطبيعي، بألا يزيد عدد اللاعبين الأجانب عن خمسة، على أن يشارك أربعة، ويكون الخامس احتياطياً، كما كان عليه الحال في بداية عهد الاحتراف.
فاليوم، وعندما تلعب فرقنا في البطولات الإقليمية والقارية، نجد أن عدد اللاعبين المواطنين أقل كثيراً من الأجانب، ولذلك ينبغي أن يعاد النظر في هذه السياسة، فالمنظومة الكروية تصرف الكثير دون إنجازات، فإلى متى سيظل الوضع بهذه الصورة، فنحن في زمن الهواة، وباللاعبين المواطنين، كنا ننافس على البطولات، وعليه، لا بد من التصحيح، وهذه أمانة نتحمل مسؤوليتها جميعاً.. والله من وراء القصد.