لم يكن غريباً.. ما طرحه بنيامين نتنياهو عن عزمه إقامة السلام، فهذا المتطرف الإسرائيلي، معروف عنه الكذب على طريقة غوبلز، ومعروف عنه أنه أحد أعداء السلام البارزين في الكيان الصهيوني الذي يتلون في مواقفه كالحرباء، لكن هذا التقلب، طالما ينبئ عن (طبخة) عدوان، الاستيطان أحد أشكاله.

نتنياهو هذا.. يريد السلام لإسرائيل وإيهود باراك يريد لها الأمن المطلق. ‏

نتنياهو يريد السلام دون التخلي عن الأراضي العربية المحتلة عام 1967 ودون التخلي عن القدس وعن المستوطنات الصهيونية ودون الاعتراف بأي حق للفلسطينيين في الدولة المستقلة، وإن أعلن الفلسطينيون دولتهم وفق الاعترافات الدولية التي بدأت في البرازيل، فإن هذا الإعلان مرفوض لأنه من طرف واحد ولأنه مخالف للسياسة الصهيونية التي تعد كل ما يخالف توجهاتها لا يحمل صفة الشرعية!. ‏

وايهود باراك وزير الحرب وأحد مجرمي الكيان الملطخة أيديهم بدماء الفلسطينيين يريد تحريك عملية السلام، لكنه يطالب الولايات المتحدة أولاً بتقديم مساعدات عسكرية إضافية لإسرائيل بقيمة عشرين مليار دولار، لأنه يتوقع المزيد من عزلة إسرائيل مع هذه التطورات في أوضاع العالم العربي. ‏

مجرد الكلام عن السلام وهم كاذبون بالطبع، يريدون الثمن مسبقاً، سواء من العرب وعلى حساب حقوقهم المشروعة، أم من الولايات المتحدة التي تعد خزائنها المالية تحت التصرف الإسرائيلي متى شاءت إسرائيل، إذ إن كل طلباتها تستجاب أميركياً من دون أي تحفظ.. وهذا ما عهدناه وعرفناه عن السياسة الأميركية التي تحمي إسرائيل حتى من مجرد مساءلة أو عقاب معنوي في المحافل الدولية. ‏

والأميركيون يعرفون تماماً من دمّر عملية السلام وأي محاولة لإحيائها من المجتمع الدولي، ويعرفون أيضاً أن نتنياهو وباراك هما النموذج الذي نسف مبادراتهم رغم سطحيتها. ‏

والعرب قبل غيرهم يعرفون أن الإسرائيليين غير جادين في عملية السلام وأن همهم الوحيد هو تكريس الاحتلال ونسف الحقوق وإقامة كيان عنصري عدواني الطابع على الدوام مهمته الأساسية قاعدة للغرب الاستعماري للتدخل المباشر في المنطقة العربية. ‏

المشكلة تبقى في الولايات المتحدة التي تدعم التطرف الإسرائيلي، وفي بعض العرب الذي انطلت عليه لعبة (السلام.. الاستسلام)، وظل مقتنعاً بأن لعبة الخداع هذه ستؤمن شيئاً من استحقاقات السلام.