بالصدق الذي اعتدناه واعتاده الجميع، عرباً وعجماً، غرباً وشرقاً، تحدث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للمفكرين العرب والمسلمين، ضيوف مهرجان التراث والثقافة؛ فلامست كلماته الصادقة عقول وقلوب الجميع في القاعة، التي استضافت الجمع الكريم، وتردد صدى كلماته في كل أنحاء العالم.



«ما حدث في الأمم المتحدة بادرة غير محمودة أبداً. كنا وكنتم نعتز بالأمم المتحدة، تجمع وما تفرِّق، تُنصف وما يؤمل منها إلا كل خير».



بهذه الكلمات التي عبَّرت عن عقل وفؤاد كل صاحب ضمير حي نطق عبدالله بن عبدالعزيز واصفاً ما حصل في مجلس الأمن الدولي يوم تحالف «الفيتو المزدوج» لدعم الظلم وسفك الدماء في سوريا الشقيقة.



فعلاً اهتزت ثقة العالم بالأمم المتحدة وبمجلس الأمن الدولي، الذي أُنشئ لتعزيز السلام العالي؛ فأصبح أداة لتخريب السلام ودعم الظالم، وغابت القيم والأخلاق، وغلبت المصالح التي احتكرتها دول معينة؛ حيث أصبح العالم تحت رحمة خمس من الدول، توظِّف البشرية جمعاء لخدمة مصالحها!



عالم هذا اليوم، الذي طغت عليه المصالح على القيم والأخلاق، والذي لا يبشر بخير، لا يمكن أن يستمر، فمهما أصبحت المصالح لدول بحد ذاتها توجّه العلاقات الدولية، وتفرض القرارات أو تجهضها، فإنه المؤكد أن المبادئ والأخلاقيات والاحترام البسيط للحقيقة من الأمور التي لا بد أن تسهم في توجيه عقول الساسة الذين يحكمون العالم، والانحياز إلى الإنصاف ووقف المعتدي.



والانحراف «الفيتو»، الذي أصبح عنواناً صارخاً لتجاوز رغبات الشعوب المقهورة، وأداة لفرض إرادة الأقوياء، لا يمكن أن يستمر، وإلا انهارت العلاقات الدولية، وغُيِّب العقل بعد سيادة القوة الغاشمة.



الرفض والاستياء وعدم التسليم بما حصل في مجلس الأمن الدولي، التي عبَّر عنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، عمَّت كل أنحاء العالم، ولم تقتصر على المتضررين من أهلنا في سوريا ولم تكن فقط من قِبل المتعاطفين معهم عرباً ومسلمين؛ فالاشمئزاز ساد حتى في أوساط الشعبين الروسي والصيني، اللذين وجدا في نظاميهما سنداً للظلم ومعيناً على تدوير آلة القتل المستمرة في سوريا من قِبل نظام غاشم لا يتردد في قتل الأطفال والنساء.