تتكرر مجـزرة مـدينة حماة التي ارتكبتها قوات حافظ الأسد عام 1982م، لكن هذه المرة بيد الابن بشار الأسد، وبمجزرة أشد، وذلك في مدينة حمص، وبالتحديد في حي بابا عمرو، بعد انسحاب عناصر الجيش السوري الحُرّ الذي ظل يدافع عن الحي قرابة أربعة أسابيع.
قوات بشار الأسد دخلت حي بابا عمرو فَجْر أمس الجمعة، وبدأت فور انتشارها في الحي في تجميع شباب الحي والأهالي المتبقين الذين فضلوا البقاء في منازلهم، وهم لا يتعدون بضعة آلاف، وتم تجميعهم في مقر الجمعية الاستهلاكية، ومن ثَمَّ تم تنفيذ القتل الجماعي بمجموعات من الشباب، وكانت الوجبة الأولى عشرة من الشبان.
وبعد أن أتمت كتائب بشار الأسد السيطرة على بابا عمرو مكملة الاستيلاء على أحياء مدينة حمص كافة أُعطي الأذن لقوافل الهلال والصليب الأحمر الدوليين لإيصال المساعدات الطبية والغذائية إلى حي بابا عمرو، التي ظلت تنتظر إلى ما بعد الظهر بحجة تسهيل دخولها، فيما انشغلت كتائب بشار الأسد، وبخاصة عناصر الفِرْقة الرابعة المدرعة المتخصصة في تنفيذ المجازر بحق الشعب السوري، في تنفيذ مهامها، التي تنحصر في مطاردة الشباب والقبض عليهم وتنفيذ عمليات القتل بعد أن ينكل بهم، وتوجيه السباب والإهانات إليهم.
الصورة مأساوية جداً في أحياء مدينة حمص، وبخاصة في حي بابا عمرو، وهو ما أكدته شهادات متطوعي الهلال والصليب الأحمر الدوليَّيْن، الذين يؤكدون أنهم لم يسبق أن تعاملوا مع مثل ما يحصل في مدينة حمص؛ ما يعيد للذاكرة السورية والعربية ما جرى في مدينة حماة حينما اجتاحها جيش حافظ الأسد عام 1982م.
المجازر التي ارتُكبت في أحياء مدينة حمص وباقي المدن السورية يوم الجمعة، والتي لا تزال تتواصل بوتيرة عالية، تتطلب تحركاً عربياً وإسلامياً ودولياً عاجلاً لإنقاذ ما تبقى من المدنيين الأبرياء في المدن المحتلة من قِبل كتاب بشار الأسد ومساعدة الشرفاء من السوريين الذين انضموا إلى الجيش السوري الحُرّ، سواء من المنشقين من كتائب بشار الأسد ومن القادرين من الرجال الذين بدؤوا في تشكيل قوات شعبية رديفة للجيش السوري الحُرّ، وهو ما يتطلب مدهم بالأسلحة والعتاد؛ لتمكينهم من حماية المدنيين والدفاع عنهم؛ حتى لا تتكرر المجزرة التي تُرتكب في حمص؛ إذ استطاع الجيش السوري الحُرّ أن يصمد قرابة أربعة أسابيع، وانسحب بعدها لنفاد الذخيرة، وهو ما يفرض مد هؤلاء الرجال الشرفاء الذين رفضوا الظلم بالأسلحة؛ لتمكينهم من حماية أهلهم من الشعب السوري.