الإعلان الأخير الذي كشف عنه رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، أحمد الجربا، عن تشكيل جيش وطني للثورة السورية يضم 6 آلاف مقاتل في المرحلة الأولى، جاء في وقته لما تقتضيه متطلبات المصلحة للثورة السورية، فكل جهد يسعى لتوحيد القوى الفاعلة على الأرض في مواجهة إرهاب نظام بشار الأسد يعتبر أولوية قصوى من أجل إنهاء وجود هذا النظام وتسليم السلطة للثوار الذين ما فتئوا يقدمون أرواحهم على أكفهم رغم قلة الإمكانات والجهوزية التي يقاومون بها هذا النظام القاتل.



لا شك أن الثوار صاحبتهم أخطاء تكتيكية وتنظيمية ليسوا سببا فيها على مدى عمر الثورة، جراء ضعف التدريب والتنسيق والتسليح ولكن مبادرة الجربا الأخيرة ستمكنهم أخيرا من التوحد والتنسيق ورفع الكفاءة القتالية للثوار، كذلك ستعمل على تقنين عملية حمل السلاح حتى لا تدخل جماعات إجرامية مدعومة من النظام في الثورة بهدف التخريب وإضعاف موقف الثوار وخطف النصر الذي يحلمون به ويعملون من أجله منهم.



الجيش الحر بصفته أكبر المجموعات الثورية المسلحة الفاعلة على الأرض والمعترف بها دوليا، يشكل في الأساس مرجعا موثوقا من قبل الأطراف الداعمة للثورة السورية، ومن هذا المنطلق كشف الجربا عن تنسيق عالي المستوى سيتم مع الجيش الحر من أجل استيعاب المجوعات الثورية وانضمامها تحت لواء جيش وطني لجميع السوريين يحميهم ويحمي ثورتهم من إرهاب الأسد وجرائمه التي فاقت الوصف ويدافع عما تبقى من السكان في المدن السورية التي لم يستطع سكانها الخروج أو النزوح نظرا للظروف القاسية وحرب الإبادة التي تطال الأحياء وشتى المناطق التي لم يسلم منها أحد.



ويبقى الأمل معقودا وقائما على الجيش الحر بعد الانتصارات الأخيرة التي يحرزها الثوار على أكثر من جبهة وخصوصا نجاحهم في تحرير مطار منغ في حلب ونقل العمليات العسكرية إلى الساحل السوري وبالأخص في ريف اللاذقية بالقرب من مركز إمدادات جيش الأسد وشبيحته سيسرع من انهيار النظام الإجرامي، كيف لا والثوار قد استطاعوا استهداف موكب الأسد في أول أيام العيد وإيصال رسالة واضحة للعالم كله بن أنأى مكان في ربوع سوريا ليس بمأمن من نيرانهم.



إن عزيمة السوريين في الحصول على الحرية كبيرة ومن هنا تقع مسؤولية عظيمة على كاهل الجيش الحر في الدفاع أولا عن هؤلاء بعد أن نكل بهم النظام الفاشي الذي لم يعرف التاريخ جرما بهذا الشكل وكذلك بفضل إيمانهم بعدالة قضيتهم رغم الإمكانات التسليحية الضئيلة لكن الجيش الحر وقيادته يدركون حجم هذه المسؤولية ويعملون من أجلها وها هو النصر بدأ يتحقق بعد مبادرة الائتلاف الوطني بتشكيل الجيش الوطني لكل الثوار.