يمثل عيد الفطر السعيد فرصة مهمة لحل الخلافات العربية - العربية، ورص الصفوف، والعودة إلى منابع الإسلام الأولى، دين التسامح والمحبة والايثار، دين الكلمة الطيبة والموعظة الحسنى، بعد ان مزقت الخلافات الأمة إلى شيع وأحزاب متناحرة. مذكرة بأيام وثارات داحس والغبراء.

ندعو الجميع حكاما ومحكومين، احزابا وقوى مجتمع مدني وفعاليات سياسية ونقابية وشبابية .. الخ ان يقفوا مع انفسهم لحظة صدق ويقيموا ما قدموا لامتهم، ولشعوبهم، ومجتمعاتهم المحلية، أين اصابوا، وأين اخطأوا، وما هو سبب هذا البلاء الذي يعم الأمة،  وكيف السبيل الى وقف سفك الدم العربي في سوريا، العراق، ليبيا، تونس.. الخ.

ندعوهم الى لحظة محاسبة وصحوة ضمير، علها تسهم في وقف هذا الانهيار الشامل الذي يوشك ان يحول الوطن العربي كله الى ساحة للفوضى الشاملة، كما خططت القوى المعادية لاعادة تقسيمه والسيطرة عليه، بعد ان فقدت سايكس - بيكو.. صلاحيتها في نظر هذه القوى.

مؤلم حد الفاجعة ان يصم المتقاتلون اذانهم ويعصبوا عيونهم، ويرفضوا الاستجابة الى نداءات العقل والضمير، بوقف القتال، والعودة الى كلمة سواء، الى طاولة الحوار، كما تفعل الامم الحية، للوصول الى حلول توافقية تنقذ الاوطان من التقسيم وتطفئ نيران الحرب الطائفية “سنة وشيعة” التي ازهقت حتى الآن مئات الالاف في لبنان وسوريا والعراق واليمن، الخ، وها هي نيرانها مرشحة لان تعبر كل الحدود.

نأمل من الجميع وخاصة الذين يشاركون في هذه الحروب القذرة ان يسألوا  انفسهم سؤالا واحدا، من المستفيد من هذه الحروب؟.. هل استطاعوا تحقيق اهدافهم، وبخاصة لم ينتصر اي طرف على الاخر حتى الان، ام ادخلوا البلاد والعباد في دوامة حرب اهلية؟ وفتحوا الباب على مصراعيه للتدخلات الاجنبية، وللقوى المعادية والتي وجدت الفرصة مناسبة لتحقيق اطماعها. واهدافها في العودة الى السيطرة على مقدرات هذه الشعوب وثرواتها ونفطها.

ان ما حدث في ليبيا يصلح ان يكون درسا وعبرة لمن اراد ان يتعظ، فما ان سقط النظام حتى عادت القوى الاستعمارية واقتسمت الكعكة النفطية وهذا في تقديرنا سر الاهتمام الغربي بما يحدث في سوريا ومصر، فهذه الدول وعلى رأسها امريكا والاتحاد الاوروبي ليست معنية بالديمقراطية، ولا بحقوق الانسان العربي، انما معنية فقط بالحفاظ على مصالحها، والحفاظ على امن واستقرار حليفتها وربيبتها اسرائيل.

مجمل القول: ندعو كافة الفرقاء المتقاتلين في كافة الدول العربية والتي تشهد الموت والدماء والخراب ان يحكموا ضمائرهم وعقولهم، ويتوقفوا عن سفك الدماء بعد ان ثبت انهم حكاما ومحكومين هم الخاسرون والعدو الصهيوني هو الرابح.

وندعو كافة الدول الشقيقة ان تنتهز حلول عيد الفطر السعيد فتعمل على كنس الخلافات، ورص الصفوف، بعد ان حولتها هذه الضغائن الى قبائل متحاربة وحولت الشعوب الى شيع واحزاب لمصلحة اعداء الامة وفي مقدمتها العدو الصهيوني الذي يغتصب فلسطين والقدس والاقصى و يهدد المنطقة كلها..

وكل عام و الأردن و قائد الأردن بخير