أخيرا، يبدو أن المجتمع الدولي قد قرر العزم على الإطاحة بنظام الأسد. وعندما نقول المجتمع الدولي فإن صورة الولايات المتحدة تحديدا تظهر بوضوح في أذهاننا. بالطبع لا أحد يعرف كيف سيتم توجيه ضربة عسكرية في سورية يكون الهدف منها الإطاحة بنظام الأسد. هناك 4 بوارج أميركية منتشرة في البحر الأبيض المتوسط، وهناك أسطول طائرات بريطاني يوجد في قبرص حاليا. قد تكون الضربة العسكرية محددة ونوعية وسريعة، قد لا تستغرق سوى بضعة أيام.

الملفت في الأمر هو ما ذكرته بعض وسائل الإعلام الأميركية، حول توجيه ضربة عسكرية في سورية. صحيفة نيويورك تايمز أشارت إلى أن "التحرك العسكري لن يكون حملة طويلة تهدف إلى إطاحة الرئيس بشار الأسد أو تغيير موازين القوى في النزاع".. فلماذا إذاً يتم توجيه ضربة عسكرية في سورية إذا لم يكن الهدف منها إسقاط النظام وتغيير موازين القوى على الأرض؟!

هذا التصريح يبين بوضوح التردد الكبير والتباين الواضح في موقف إدارة الرئيس أوباما مما يحدث في سورية.

ذكرت بعض المصادر الإعلامية أيضا أن القوى الغربية أبلغت الائتلاف السوري في إسطنبول عن "عزمها توجيه ضربات لقوات الرئيس بشار الأسد". وهنا ينبغي التركيز على أمر مهم في هذين التصريحين: أنهما ينفيان بشكل مباشر وغير مباشر عزم القوى الغربية على التصريح الواضح بإسقاط نظام بشار، والاكتفاء بضربات نوعية لأهداف عسكرية تتبع لهذا النظام. أي أن القوى الغربية وعلى رأسها أميركا لو صرحت علنا وبشكل واضح عن إصرارها على "إسقاط" نظام الأسد فإن هذا الأمر يلزمها تبعات أخرى تتعلق بتوافر البدائل عن هذا النظام، وهذا مأزق له تبعاته السياسية الأشد ضررا من مجرد توجيه ضربة عسكرية، تساعد على تقهقر النظام وبالتالي زواله سريعا.
يبدو أن شبح غزو العراق 2003 وتداعياته على أميركا لا يزال حاضرا في ذهنية الإدارة الأميركية الحالية، ولكن الأمر في سورية مختلف إلى حد كبير عنه في العراق.

إذاً الولايات المتحدة والقوى الغربية تنويان فقط الاكتفاء بتوجيه ضربات عسكرية تساعد على إسقاط بشار، وترك الباقي على الأرض للمعارضة السورية وكافة القوى الأخرى التي دخلت على الخط في هذا الصراع، لتطوى صفحة النظام السوري وتفتح صفحات أخرى ربما تكون أهم في المستقبل القريب.