برغم كل الانتقادات الموجهة إلى الإدارة الأميركية بشأن مواقفها المترددة من الأزمة السورية إلا أن الرئيس أوباما على ما يبدو لا تهمه هذه الانتقادات بقدر ما تهمه كيفية حسم هذا الملف عسكريا دون الدخول في مغامرة قد تكلفه الكثير، لذا أبى ألا أن يتحمل وحده مسؤولية هذا التدخل، وأرجأ الموضوع أول من أمس إلى الكونجرس طالبا موافقته، ويبدو أن فرنسا أيضا في طريقها لعرض هذا الملف على البرلمان يوم الأربعاء المقبل. وهناك أنباء تؤكد أن الرئيس الأميركي، وقبيل حديثه عن التدخل العسكري مساء السبت، قد أجرى اتصالا مع نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند.

أوباما يعول على الجمهوريين أكثر من أعضاء حزبه في مجلسي الشيوخ والنواب، الجمهوريون متحمسون بما فيه الكفاية للتدخل العسكري، بل إنهم يرون أن الضربة العسكرية المحدودة في سورية قد لا تكفي لإسقاط النظام، وإثبات قدرة الولايات المتحدة على القيام بدورها العالمي في مكافحة الإرهاب، ونشر الديمقراطية، وما إلى ذلك من الخطوط العريضة لسياسة الحزب.

الكونجرس بمجلسيه لن يعود قبل الـ9 من سبتمبر، وأوباما لم يطلب منهم الحضور استثنائيا لمناقشة هذا الملف، لأنه وقبيل عودتهم، ستعقد قمة مجموعة العشرين في سان بطرسبرج يومي الأربعاء والخميس المقبلين، وقد أوضح الكرملين الروسي أن أحدا لم يطلب إدراج الملف السوري على طاولة النقاش، وأنه لا جدوى من طرحه، غير أنه من غير الممكن، ومن غير المنطقي ألا يطرح موضوع سورية في هذه القمة التي تضم دولا عدة تلعب دورا هاما في القضية السورية، لا سيما أن لقاءً ثنائيا سيعقد بين أوباما وبوتين على هامش القمة، وربما تكون قمة مجموعة العشرين آخر منعطف سياسي يحدد مسار الضربة العسكرية التي من المحتمل أن يقتصر تنفيذها على فرنسا وأميركا.



هناك 6 بوارج أميركية في البحر الأبيض بانتظار إشارة البدء للهجوم على مواقع تابعة للنظام السوري، ولكن يجب ألا ننسى أن هناك أيضا سفنا روسية تم إرسالها قبل أيام إلى سواحل المتوسط محملة بالصواريخ والسفن المضادة للغواصات، أرادت روسيا من خلالها أن تثبت أن مواقفها من الأزمة السورية لن تقتصر على استخدام "الفيتو" وحسب، مما يؤكد أهمية هذه القمة بالنسبة لموضوع سورية.