كما كان متوقعاً، استمر التعنت الروسي من خلال التمسك بالموقف الحامي للنظام السوري، ولو تزحزحت روسيا قليلا عن أفكارها بما يخدم الشعب السوري إيجابيا لربما ساعدت على إنقاذه من المزيد من الدمار والقتل.

ومع ختام القمة لم يتغير شيء، على الرغم من مناقشة الموضوع السوري خلال العشاء أمس، فالانقسام الدولي كان مسيطرا عبر روسيا التي ترى الولايات المتحدة أنها أخذت مجلس الأمن "رهينة"، مما يعني أن الفرصة الجديدة التي أتيحت لحوار مفتوح صريح يمكن له أن يضع حدا للصراع في سورية أهدرت، وتلك الفرصة كان لها ـ لو توصل الحاضرون إلى اتفاق جزئي ـ أن تخفف من احتمال حدوث الضربة العسكرية التي أعلنت عنها الولايات المتحدة، وهي قد تضعف النظام السوري لكنها بالمقابل قد تدمر وتقتل كثيرا مما لم يحسب له حساب فيها.

لو عملت القوى الكبرى المؤثرة وخاصة روسيا في قمة العشرين بجدية لاتفقت على مخرج سياسي للأزمة السورية يلبي رغبة الشعب بالتغيير، فيتم الاتفاق مثلا على الذهاب إلى مؤتمر جنيف 2 مع مجموعة أفكار يتصدرها تنحي رأس النظام بشار الأسد وعزل رجاله المشاركين في سفك دم الشعب، ومن ثم تتشكل حكومة انتقالية يساعدها المجتمع الدولي في مهمتها الأولى المتمثلة بإعادة الأمن إلى البلاد عبر جيش وطني موحد مسلح وقادر على فرض هيبة الدولة في مختلف المدن التي خرجت عن سيطرة الدولة الحالية، أو عن سيطرة المعارضة. مع عودة كل موظف إلى عمله في الجهة التي كان يعمل بها، وتدريجيا تعود الدولة إلى سابق عهدها. وبعد الاستقرار الذي سيدعمه كل السوريين تبدأ مرحلة إعادة هيكلة الدولة بما يتماشى مع الطموحات بدولة عصرية تعددية.

مفتاح الحل متعلق بموقف روسيا، فهي من يحمي النظام السوري الذي يرفض العالم استمراره، وهي وحدها القادرة على الضغط على الأسد للتنحي لكون ذلك هو البداية الوحيدة لرسم الخطوط اللاحقة التي يطل منها الخلاص لشعب آن له أن يرتاح.