مرة أخرى جددت دول مجلس التعاون الخليجي انحيازها للشعب السوري الذي يتعرض لحرب إبادة حقيقية على يد نظامه وضرورة إنهاء معاناته ووقف نزيف الدم المستمر منذ عامين نصف.



إن الموقف الواضح والموحد الذي عبر عنه وزير خارجية مملكة البحرين باسم دول مجلس التعاون الذي اعتبر المبادرة الروسية الرامية إلى وضع الأسلحة الكيميائية السورية تحت إشراف دولي "لا توقف نزيف الدم في سوريا" يعبر عن حقيقة مواقف الشعب السوري ومواقف الشعوب العربية الرافضة لعمليات القتل والتدمير التي يقوم بها النظام السوري ضد شعبه والمساندة لمطالب الشعب السوري بالحرية والديمقراطية والتغيير.



إن موافقة النظام السوري على نزع سلاحه الكيماوي التي جاءت كمحاولة لتجنب الضربة العسكرية الغربية ضده على خلفية الجريمة التي ارتكبها ضد المدنين في غوطة دمشق وقصفهم بالكيماوي "لا توقف نزيف الدم في سوريا"، المستمر منذ سنتين ونصف السنة ولا تضع حدا لعذابات وآلام ملايين السوريين الذين فقدوا أحباءهم أو شردوا من مدنهم وبلداتهم إلى دول الجوار خشية على حياتهم من القتل بصواريخ سكود أو براميل الموت أو بغاز السارين.



إن إعلان وزير خارجية مملكة البحرين أن دول مجلس التعاون الخليجي التي اتخذت منذ اليوم الأول موقفا مساندا لحقوق ومطالب الشعب السوري "تدرك تداعيات ومخاطر أي ضربة عسكرية للنظام في سوريا وأنها جاهزة للتعامل معها" يعد أقوى موقف عربي يجري الإعلان عنه ويحمل الأمل للشعب السوري بقرب انتهاء معاناته وعذاباته التي طالت كثيرا.



الاتصالات والجهود الحثيثة والمتواصلة التي تقوم بها دول مجلس التعاون الخليجي تأتي لحث المجتمع الدولي على الإصغاء لمعاناة الشعب السوري والعمل على وقف نزيف الدم وإنقاذ ما يمكن إنقاذه حفاظا على مستقبل سوريا ووحدتها ومصيرها.



إن حماية الشعب السوري مما يتعرض له على يد النظام مسؤولية تقع على عاتق المجتمع الدولي الذي يتحمل مسؤولية ردع النظام السوري ومنعه من ارتكاب المجازر بحق أبناء الشعب السوري الذين يواجهون منذ ثلاثين شهرا نظاما لا يعرف الرحمة.



لا أحد يجادل في أهمية نزع أسلحة النظام الكيماوية التي استخدمها ضد شعبه وهي مهمة لا تحتمل التأجيل أو التسويف خشية من إقدام النظام على تكرار جريمته، لكن المهم أيضا توفير الحماية للشعب السوري الذي لا يقتل بالكيماوي فقط بل يقتل بالطائرات والصواريخ وببراميل الموت التي لا تستثني أحدا.